وشح الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الاثنين، الدكتور محمد المختار ولد اباه رئيس جامعة شنقيط العصرية، عرفانا لجهوده في خدمة الدولة الموريتانية وتراثها الثقافي والعلمي.
وقال وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الداه ولد أعمر طالب، إن هذا التوشيح يأتي “عرفنا وإجلالا لما قدمه محمد المختار ولد اباه خدمة للوطن”.
وأضاف ولد أعمر طالب أن ولد اباه الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة سيبقى “مصدر إلهام للمحظرة الشنقيطية”.
وتحدث قائلا: “اتحف الدكتور محمد المختار ولد اباه المكتبات الإسلامية بروائع الكتب فكانت له بصمات كبيرة في هذا المجال”.
ويعد ولد اباه من جيل موريتانيا الأول الذي ناضل وكافح ضد المستعمر الفرنسي، وشارك في أول حكومة سنة 1957 التي كان يرأسها الراحل المختار ولد داداه.
وتقلد الدكتور عدة مناصب في موريتانيا، فأسندت له إدارة مدرسة تكوين المعلمين سنة 1967، وإدارة مدرسة التعليم العليا ما بين 1970 و1978.
كما كان ضمن اللجنة التي عهد إليها بمهمة إصلاح التعليم في موريتانيا في الفترة من 1967 إلى 1973.
وكان ولد اباه من المدافعين عن ضرورة رد “الاعتبار” للغة العربية واستعادة مكانتها ومكانة الثقافة الإسلامية، وقدم في ذلك الإطار مقترحات تدخل في صلب إصلاح النظام التعليمي الموريتاني.
وترأس الدكتور محمد المختار ولد اباه مجلس جائزة شنقيط حين تأسيسها سنة 2000، وهي الجائزة التي تهدف إلى تشجيع المساهمين في تعميق البحوث العلمية في مجالات الدراسات الإسلامية والعلمية والأدبية.
وتفرغ ولد اباه بعد ذلك للعمل الأكاديمي حين أسس جامعة شنقيط العصرية عام 2006، التي تعد أول جامعة مختصة في العلوم الإسلامية والاجتماعية في موريتانيا، وهي جامعة أهلية ذات طابع إسلامي تسعى إلى تكوين الإنسان الصالح من حيث استقامته وسلوكه، والباحث الجاد ذي العطاء المتميز من حيث معلوماته ومنهجه.
وتسعى جامعة شنقيط العصرية إلى تقديم تكوين نظري وتطبيقي عميق ومتميز بالأصالة في المضامين والتجديد في بناء المناهج وفي طرق ووسائل التكوين والبحث.
كما تعلن الجامعة أن من أهدافها تكوين جيل من المثقفين المتخصصين الذين يمتلكون إلى جانب التكوين المتين في العلوم الشرعية واللغة العربية، قدرات على التواصل بلغات أجنبية وخبرات في مجال ممارسة البحث العلمي والارتقاء به، خدمة للثقافة العربية والإسلامية في موريتانيا وضمانا لإشعاعها في المحيط الإقليمي والدولي بما تحمله من قيم أصيلة ومبادئ سامية.