أعلن الجيش الأمريكي أنه أجرى أمس الاثنين عملية استطلاع لسواحل موريتانيا وغرب أفريقيا، باستخدام طائرتين من طراز (B-52) العملاقة، لمحاربة الصيد غير الشرعي، بالتنسيق مع السلطات الموريتانية.
وقالت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) في برقية منشورة عبر موقعها الإلكتروني إن طائرتي B-52 تابعتان لسرب القنابل الاستكشافية في القوات الجوية الأمريكية أجرت “مهمة استطلاعية في جنوب غرب موريتانيا، وعلى طول السواحل الغربية لأفريقيا”.
وأقلعت الطائرتان من قاعدة عسكرية جوية أمريكية في ولاية داكوتا الشمالية، وقطعت ما يزيد على 8 آلاف كيلومتر نحو الشواطئ الموريتانية، عابرة بذلك المحيط الأطلسي.
وأوضحت القيادة الأمريكية أن عناصر من خفر السواحل الأمريكي، كانوا على متن الطائرتين، أوكلت إليهم مهمة “متابعة الأنشطة غير الشرعية في المحيط”.
من جانبها أعلنت السفارة الأمريكية في نواكشوط، أن عناصر خفر السواحل “بذلوا جهودًا لمواجهة الأنشطة البحرية غير المشروعة”، مشيرة إلى أن هؤلاء العناصر “تدربوا بشكل خاص على تحديد وتعقب السفن العاملة بشكل غير قانوني، مثل تلك التي تقوم بأنشطة صيد غير قانونية وغير منظمة وغير مُبلغ عنها”.
وأضافت السفارة التي نشرت عبر الفيسبوك، ترجمة باللغة العربية لما ورد في بيان قيادة أفريكوم، أن أنشطة الصيد غير الشرعية “تعرض الاقتصادات الأفريقية للخطر وتهدد باستنفاد الأرصدة السمكية في جميع أنحاء البلدان الساحلية لأفريقيا”.
وأكد الأمريكيون أن مثل هذه الرحلات الجوية “تسمح للحكومات بتتبع سفن الصيد غير القانونية، وغير المرخصة ونقل موقعها إلى سلطة إنفاذ القانون المناسبة”.
الطائرة المخيفة
ورغم أن الأمريكيين لم يتحدثوا عن أي أهداف عسكرية للعملية الاستطلاعية، إلا أن استخدام طائرة (B-52) يثير الشكوك، وهي التي توصف بأنها “طائرة عملاقة مرعبة”، سبق أن استخدمت في حروب أمريكية مدمرة.
وتوصف الطائرة بأنها “قاذفة قنابل إستراتيجية، بعيدة المدى ذات ثماني محركات”، ويستخدمها الجيش الأمريكي في حروبه منذ 1954، وخاصة خلال حقبة الحرب الباردة.
الطائرة العملاقة التي صممت وأنشئت من طرف شركة “بوينغ” الأمريكية، لديها قدرة حمل تزيد على 32 ألف كيلوغرام من القنابل، مع قدرة على قطع مسافات طويلة دون الحاجة إلى التوقف أو التزود بالوقود.
وحين أعلن الأمريكيون عن مهمة الاستطلاع في السواحل الموريتانية، قالوا إن المهمة “تعزز التزام موريتانيا والولايات المتحدة المشترك بالأمن والاستقرار العالميين”.
وخلص الجيش الأمريكي إلى شكر وزارة الدفاع الموريتانية على “التعاون القوي”، فيما أكدت الحكومة الأمريكية أنها “ستواصل دعم جهود موريتانيا لحماية الاستخدام المستدام لمواردها البحرية الغنية”.
الغاز
المنطقة التي استطلعتها طائرة (B-52) تنشط فيها عدة شركات أمريكية في مجال استكشاف واستخراج الغاز قبالة الشواطئ الموريتانية، خاصة جنوب غربي البلاد، حيث يوجد حقل الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال (السلحفاة الكبير – آحميم)، الذي تستغله شركة كوسموس الأمريكية وبريتش بيتروليوم البريطانية.
وتواجه أسواق الغاز اضطرابات قوية، بسبب الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، والصراع المتصاعد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، والمخاوف المتزايدة من قطع روسيا للغاز عن أوروبا، وهي التي توفر 40 في المائة من حاجيات الأوروبيين.
وبدأ الأوروبيون يبحثون عن أسواق بديلة منذ فترة، وتتحدث التقارير أن وجهات أفريقية مرشحة لأن تستحوذ على اهتمام الأوروبيين، فيما يتوقع أن يبدأ إنتاج الغاز الطبيعي في حقل (السلحفاة الكبير – آحميم) نهاية عام 2023 المقبل.