يقدم “الدكتور” بلا تانجينا نصائحه لمحبي اللحم: “كُلوا لكن بمقدار فهو صحي جداً”؛ هذه النصيحة لا تأتي من طبيب، كما قد يتبادر إلى الأذهان، ولكن من أشهر بائع للحم المشوي في باماكو، عاصمة مالي، حتى استحق على ذلك لقب “الدكتور”.
هاجر “الدكتور” بلا تانجينا هجرته الأولى قبل سنتين من مدينة غاو، في الشمال المالي، متوجها إلى العاصمة باماكو، عندما سيطر المسلحون الإسلاميون على مدينته؛ يؤكد أن طلب الرزق هو دافعه للهجرة من مسقط رأسه حيث أصبح الناس يخشون الخروج.
يستعيد تانجينا تفاصيل خروجه من مدينته الأم، وهو يتحدث لـ”صحراء ميديا” من محله في باماكو: “وقتها ذهبت وحيداً، مجرداً من كل شيء”، ولكنه كان يحمل معه سراً مهماً يختزل تاريخ العائلة في أصول التعامل مع اللحم، عمر هذا السر ثلاثة قرون.
يعود أصل التانجينا أو الطنجاوي إلى عهد سيطرة المنصور الذهبي على المنطقة المعروفة حالياً بشمال مالي، كان الاقتصاد هو الدافع الأول لتلك السيطرة أو الغزو، كما يقول المؤرخون، فقد كانت تينبكتو مشهورة بثروتها الهائلة، خاصة من الذهب والتوابل.
هاجر “الدكتور” بلا تانجينا هجرته الأولى قبل سنتين من مدينة غاو، في الشمال المالي، متوجها إلى العاصمة باماكو، عندما سيطر المسلحون الإسلاميون على مدينته؛ يؤكد أن طلب الرزق هو دافعه للهجرة من مسقط رأسه حيث أصبح الناس يخشون الخروج.
يستعيد تانجينا تفاصيل خروجه من مدينته الأم، وهو يتحدث لـ”صحراء ميديا” من محله في باماكو: “وقتها ذهبت وحيداً، مجرداً من كل شيء”، ولكنه كان يحمل معه سراً مهماً يختزل تاريخ العائلة في أصول التعامل مع اللحم، عمر هذا السر ثلاثة قرون.
يعود أصل التانجينا أو الطنجاوي إلى عهد سيطرة المنصور الذهبي على المنطقة المعروفة حالياً بشمال مالي، كان الاقتصاد هو الدافع الأول لتلك السيطرة أو الغزو، كما يقول المؤرخون، فقد كانت تينبكتو مشهورة بثروتها الهائلة، خاصة من الذهب والتوابل.
سر التانجينا
لا يبوح الدكتور تانجينا بسر تتبيل اللحم قبل إدخاله إلى الفرن لأي أحد، فذلك هو ما جعل الإقبال عليه كبيراً ولحمه المشوي ذو طعم مميز وخاص، ويؤكد أن السر الذي ورثه من والده سيودعه عند ابنه، وريث العائلة الوحيد.
يقول تانجينا: “تركيبة التوابل التي نخلطها كل يوم مع اللحم، هي التي تعطيه المذاق الخاص”، يضيف ويده تحز في جسد خروف ذبح للتو: “إنها تركيبة خاصة، وهي بكل تأكيد خالية من المركبات الكيماوية”.
لقد اشتهرت مالي منذ قرون بأنها بلاد التوابل، إذ ظل الطعم يشكل جزءا من اقتصاد الحروب، من الملح إلى التوابل التي يقال إن عددها في مالي يربوا على الألف.
من هذه التوابل شكل تانجينا تركيبته السرية، وعلى نكهتها يمارس طقوسه الخاصة في سلخ وتقطيع اللحم، والأهم بالنسبة له مرحلة التبتيل قبل أن يلقيه في فرن الشواء.
لا يبوح الدكتور تانجينا بسر تتبيل اللحم قبل إدخاله إلى الفرن لأي أحد، فذلك هو ما جعل الإقبال عليه كبيراً ولحمه المشوي ذو طعم مميز وخاص، ويؤكد أن السر الذي ورثه من والده سيودعه عند ابنه، وريث العائلة الوحيد.
يقول تانجينا: “تركيبة التوابل التي نخلطها كل يوم مع اللحم، هي التي تعطيه المذاق الخاص”، يضيف ويده تحز في جسد خروف ذبح للتو: “إنها تركيبة خاصة، وهي بكل تأكيد خالية من المركبات الكيماوية”.
لقد اشتهرت مالي منذ قرون بأنها بلاد التوابل، إذ ظل الطعم يشكل جزءا من اقتصاد الحروب، من الملح إلى التوابل التي يقال إن عددها في مالي يربوا على الألف.
من هذه التوابل شكل تانجينا تركيبته السرية، وعلى نكهتها يمارس طقوسه الخاصة في سلخ وتقطيع اللحم، والأهم بالنسبة له مرحلة التبتيل قبل أن يلقيه في فرن الشواء.
آراء الدكتور
يتحدث “الدكتور” تانجينا لزبائنه عندما لا يكون منشغلاً في عملية يقول إنها أكثر تعقيداً مما نتصور، يشرح باستمتاع وبنبرة تنم عن ثقة وخبرة كبيرتين: “اللحم أنواع كثيرة، والطعم يختلف من خروف لآخر، لحم الضأن للأشهر الحارة، ولحم الماعز لأشهر البرد”.
لا أحد يجادل الدكتور في نظرياته الغريبة، فنجد أن زبائنه من الماليين والزوار الأجانب يتقبلونها برحابة صدر، ولا أحد منهم يناكفه في رؤاه التي ينثرها في محله الصغير، إنها مملكته الصغيرة التي شيدها على التوابل واللحم.
محل تانجينا صغير، ولا يخفى أنه تمت توسعته عدة مرات للتأقلم مع حجم الإقبال عليه، ولكن اللافت فيه تلك اللافتة المعروضة على واجهته لتعطيه اسماً لا يقل غرابة عن مالكه: “صيدلية الصحة العمومية في باماكو”، وعندما سألنا “الدكتور” تانجينا عن سر هذه التسمية أجاب بلا مواربة: “الطعام جزء من الدواء، وفي الحديث الشريف ما معناه داووا مرضاكم بما يشتهون”.
ذلك ما يبرر به تانجينا تسمية محله الذي لا يبيع من الدواء إلا اللحم الدسم المشوي، ضارباً عرض الحائط بما يقوله الأطباء من أن الإكثار من اللحم الدسم خطر على الصحة؛ إلا أن “صيدلية الصحة العمومية” هنا في باماكو تقول لكم عكس ذلك؛ “صدقوا أو لا تصدقوا، ذلك شأنكم”، يقول بيلا لمن يحاول أن يجادله.
يؤكد تانجينا باعتزاز كبير أن حجم الإقبال على محله يتزايد مع مرور الوقت، ويرى في ذلك علامة قبول لأطروحاته “الصحية”، ويقول: “أخاطب من يأتونني هنا، وهم يستفيدون من خبرتي الصحية، أما النباتيون فلا قبل لي بهم”.
وبالفعل يحظى محل تانجينا بسمعة واسعة في باماكو، ويحتاج الماليون لقوة إقناع هائلة لتصديق عكس ما تقوله “صيدلية الصحة العمومية” لصاحبها بيلا تانجيتا أو الطنجاوي الهارب من أتون حرب أخرى في شمال مالي.
يتحدث “الدكتور” تانجينا لزبائنه عندما لا يكون منشغلاً في عملية يقول إنها أكثر تعقيداً مما نتصور، يشرح باستمتاع وبنبرة تنم عن ثقة وخبرة كبيرتين: “اللحم أنواع كثيرة، والطعم يختلف من خروف لآخر، لحم الضأن للأشهر الحارة، ولحم الماعز لأشهر البرد”.
لا أحد يجادل الدكتور في نظرياته الغريبة، فنجد أن زبائنه من الماليين والزوار الأجانب يتقبلونها برحابة صدر، ولا أحد منهم يناكفه في رؤاه التي ينثرها في محله الصغير، إنها مملكته الصغيرة التي شيدها على التوابل واللحم.
محل تانجينا صغير، ولا يخفى أنه تمت توسعته عدة مرات للتأقلم مع حجم الإقبال عليه، ولكن اللافت فيه تلك اللافتة المعروضة على واجهته لتعطيه اسماً لا يقل غرابة عن مالكه: “صيدلية الصحة العمومية في باماكو”، وعندما سألنا “الدكتور” تانجينا عن سر هذه التسمية أجاب بلا مواربة: “الطعام جزء من الدواء، وفي الحديث الشريف ما معناه داووا مرضاكم بما يشتهون”.
ذلك ما يبرر به تانجينا تسمية محله الذي لا يبيع من الدواء إلا اللحم الدسم المشوي، ضارباً عرض الحائط بما يقوله الأطباء من أن الإكثار من اللحم الدسم خطر على الصحة؛ إلا أن “صيدلية الصحة العمومية” هنا في باماكو تقول لكم عكس ذلك؛ “صدقوا أو لا تصدقوا، ذلك شأنكم”، يقول بيلا لمن يحاول أن يجادله.
يؤكد تانجينا باعتزاز كبير أن حجم الإقبال على محله يتزايد مع مرور الوقت، ويرى في ذلك علامة قبول لأطروحاته “الصحية”، ويقول: “أخاطب من يأتونني هنا، وهم يستفيدون من خبرتي الصحية، أما النباتيون فلا قبل لي بهم”.
وبالفعل يحظى محل تانجينا بسمعة واسعة في باماكو، ويحتاج الماليون لقوة إقناع هائلة لتصديق عكس ما تقوله “صيدلية الصحة العمومية” لصاحبها بيلا تانجيتا أو الطنجاوي الهارب من أتون حرب أخرى في شمال مالي.