ستة عشر طالبا موريتانيا، يقيمون في شقة في مدينة «خاركيف» الأوكرانية على الحدود الروسية، يحبسون أنفاسهم منذ 72 ساعة، في انتظار مخرج من «رعب» الحرب المتصاعد هناك، في ظروف بالغة الصعوبة.
بدت نبرة الطالب عزيز ولد امحيميد، الذي اتصلت به «صحرا ميديا» خافتة وهو يروي تفاصيل يومهم الثالث، ويصف حالة الذعر التي اعترتهم، قائلا «لقد كان اليوم أصعب أوقاتنا، فزعنا بشدة وأصوات الرصاص تقترب من إقامتنا».
يضيف الطالب عزيز الذي يدرس الطب هناك، أن ماحدث اليوم مختلف عن اليومين السابقين «لقد كان مرعبا، حتى حاولنا مغادرة المدينة إلى حدود بولندا لكن ذلك يشكل خطرا كبيرا على حياتنا» يقول عزيز.
يشير الطالب أن الأوضاع المعيشية «في حالة جيدة لكن بعض الطلاب لديهم مشاكل مادية خصوصا بعد إغلاق البنوك وتعليق التحويلات المالية».
وبخصوص التواصل مع الجهات الرسمية يقول عزيز إن سفارتي موريتانيا في موسكو وبرلين على اتصال مستمر معهم وتطالع أخبارهم أولا بأول.
يؤكد عزيز أن الجهات الرسمية التي على اتصال بهم «وعدت بتخفيف معاناتهم، لكنها لم تبلغهم حتى الآن بأية حلول جديدة».
وبهذا الخصوص يتابع أن شخصيات وصفها ب«الهامة اتصلت بهم من موريتانيا، من بينها قيادات عسكرية، أبلغتهم أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يتابع وضعيتهم بنفسه» وفق تعبيره.
وأوضح عزيز أن أعداد الموريتانيين في أوكرانيا يصلون إلى حدود الأربعين، موزعين على عدة مدن، ومنها شخص واحد في العاصمة كييف، وكلهم طلاب.
وكان طلاب موريتانيون يقيمون في أوكرانيا، قد نشروا مقطعا مصورا، يوم أمس، يطالبون فيه حكومة بلادهم للتدخل لإجلائهم؛ بعد اندلاع الحرب في البلاد، مؤكدين أنهم «يعيشون مأساة كبيرة» في ظل الظروف الحالية في أوكرانيا.
وفي وقت لاحق لنداء الطلاب أعلنت وزارة الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، إنشاء خلية أزمة خاصة بالمواطنين العالقين، وبدء الاتصال بهم للاطمئنان على سلامتهم.
وقال الوزير إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن المعلومات المتوفرة تؤكد سلامة أفراد الجالية في أوكرانيا «وتتم متابعة أوضاع أفرادها على أعلى مستوى وعلى مدارالساعة» وفق تعبيره.