تنطلق أشغال المؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم، في العاصمة الموريتانية نواكشوط اليوم الثلاثاء، في نسخته الثانية التي تنعقد تحت عنوان “بذل السلام للعالم”.
المؤتمر الذي ينعقد تحت رعاية الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، ويرأسه الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم، يشارك فيه عدد من الوزراء يتقدمهم وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، بالإضافة إلى خبراء ومفكرين من مختلف مناطق أفريقيا.
وبحسب ما أعلن من طرف المنظمين، فإن المؤتمر سيناقش على مدى ثلاثة أيام، الأوضاع في القارة الأفريقية وآليات تفكيك خطاب الكراهية والتطرف، في ظل تصاعد وتيرة العنف والانقلابات في القارة، إذ يسعى إلى إبراز النماذج الملهمة في تعزيز قيم السلم والتسامح والتعايش في التراث الأفريقي.
تحت الرعاية السامية من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وبرئاسة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، وبحضور علماء ومفكرين وشخصيات دولية تنطلق بعد قليل جلسات النسخة الثانية من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم تحت شعار:
#بذل_السلام_للعالم#المؤتمر_الإفريقي_لتعزيز_السلم pic.twitter.com/D4RCqNH6Le— African Conference For Peace (@AfricanFfPeace) February 8, 2022
وسيتطرق المؤتمر إلى استشراف مستقبل القارة الأفريقية، من أجل وضع مقاربات يمكن تجسيدها على أرض الواقع، لمعالجة الهشاشة والفقر والجهل والبطالة ومختلف عوامل البيئة الحاضنة للتطرف، وإشكالية الهجرة غير الشرعية، وإطلاق مبادرات ميدانية للحوارات والمصالحة، وفق القائمين على المؤتمر.
ومن المنتظر أن يصدر المؤتمر في ختامه توصيات تدعم السلم والمصالحة، وتؤسس لعمل جاد ومستدام من أجل تعزيز السلم في القارة الأفريقية، حسب ما أعلن القائمون على المؤتمر.
النسخة الأولى
سبق أن احتضنت نواكشوط النسخة الأولى من المؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم، شهر يناير 2020، بحضور أكثر من 500 شخصية دينية وعدد من ممثلي المنظمات الإسلامية والدولية، وصدر عن هذه النسخة “إعلان نواكشوط” الذي شمل توصيات لتعزيز السلم في القارة الأفريقية.
وتبنت القمة الأفريقية الثالثة والثلاثين المنعقدة في أديس أبابا مطلع 2020 “إعلان نواكشوط”، ووصفته في بيانها الختامي بأنه تضمن توصيات مهمة حول “ضرورة التفريق بين العنف الذي تدعو له الجماعات المسلحة ورسالة الإسلام النبيلة”.
وكانت توصيات النسخة الأولى قد دعت إلى “إعادة الاعتبار لفكر التسامح الديني، والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب استلهاما للمبادئ الإنسانية العالمية، وقيم القارة الأفريقية، وتجسيدا للرسالة السامية التي أرستها صحيفة المدينة المنورة”.
وحث الإعلان على مد مزيد من جسور التعاون بين الأديان والثقافات، أو بين رجال الدين والفاعلين في المجالات الإنسانية والحقوقية على ضوء مبدأ “تحالف القيم” و”الجوار الإنساني”.
منتدى أبو ظبي
يعد “المؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم” إحدى المبادرات التي أطلقها “منتدى أبو ظبي للسلم المنظم من طرف “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة”، الذي يرأسه الشيخ عبد الله بن بيه.
ويعمل منتدى تعزيز السلم على “تأكيد أولوية السلم على غيره من المطالب”، كما يهدف إلى “إحياء ثقافة التعايش وتعزيزها في المجتمعات الإنسانية والمسلمة، وإحياء القيَم الإنسانية المشتركة بين الأديان؛ كالسلم والرحمة والعدل”.
ويعلن المنتدى أنه يعمل وفق قيم من أبرزها “التعاون والتضامن وإصلاح ذات البين والأخوة والإنسانية، بالإضافة إلى التعارف والحكمة والمصلحة والعدل والرحمة والصبر”.
ويضيف المنتدى أنه قائم على “التسامح، الذي يعني اتساع الصدر والتماس العذر ومعرفة مراتب النهي والأمر”.