شيع مئات المغاربة في قرية اغران في إقليم شفشاون، الواقعة في وسط المغرب، جثمان الطفل ريان الذي توفي إثر سقوطه في بئر بعمق 32 مترا الثلاثاء الماضي.
في قرية صغيرة معزولة تحيط بها الجبال تابع العالم قصة سقوط الطفل ريان البالغ من العمر خمس سنوات في البئر، فتحولت الأنظار نحو منطقة يعتمد سكانها على الزراعة.
أنين قادم من داخل البئر كان كافيا أن يقطع هدوء القرية التي لا يتجاوز سكانها الآلاف، لتكون وجهة للإعلاميين والمتطوعين والمتضامنين، فكانت عبارة “انقذوا ريان” الأكثر ترددا في العالم خلال الأيام الأخيرة.
طغى الحزن والوجوم على المشيعين، وهم يستقبلون جثمان الطفل في ساحة خصصتها السلطات للصلاة عليه وتشييعه إلى مثواه الأخير.
يقول أحد أقرباء ريان، إن الألم يعتصر قلوبهم جراء رحيل الطفل دون “وداع”، لكنه عاد ليضيف أنهم ماذا عسى أن يفعلوا “لا نقول إلا ما يرضى الله..”.
تعود قصة الطفل ريان التي استحوذت على اهتمام الرأي العام العربي والدولي، وافردت لها وسائل الإعلام مساحة واسعة للتغطية، حين خرج من البيت في الصباح واختفى ولم يعد.
تقول والدة ريان: “لقد كان طوال صباح الثلاثاء يلعب في المنزل، وعند الساعة الواحدة والنصف خرج من البيت ولم يعد، قبل أن نتأكد من أنه سقط في البئر”.
حاول السكان المحليون انتشاله من البئر بعد أن تأكدوا من أنه داخله عبر إدخال هاتف للتصويره.
باءت كل محاولات السكان بالفشل، وذلك لضيق قطر البئر، لتتدخل السلطات وتبدأ واحدة من أكثر عمليات الإنقاذ تعقيدا، استغرقت أربعة أيام، عبأت فيها السلطات كل الإمكانيات اللوجستية من أجل الوصول إلى الطفل العالق، وسط ترقب من طرف المتجمعين حول البئر بنهاية سعيدة تنتهي بإخراجه وإنعاشه.
لكن تلك النهاية لم تكن كما أرادها المتابعون والمتضامنون مع الطفل، إذ قطع بلاغ الديوان الملكي الشك باليقين حين أعلن عن وفاته بعد دقائق من إخراجه من قعر البئر.
وقال الديوان الملكي، إن العاهل المغربي محمد السادس أحرى اتصالا هاتفيا بعائلة الطفل ليعزيهم في رحيل ريان.
وأضاف البيان، أن محمد السادس كان يتابع عن كثب تطورات هذا الحادث الذي وصفه ب“المأساوي“.
اليوم يشيع الأهالي والمئات جاؤوا لمواساة القرية، وهم يكررون أن ريان رحل لكنه “بقي في قلوبهم وفي الذاكرة الجمعاء”.