داخل قصر المعارض بحي الكرم في العاصمة التونسية، ينظم معرض تونس الدولي للكتاب الذي منح موريتانيا صفة «ضيف الشرف»، فخصص لها جناحا بارزا في الواجهة، وفسيحا في المكان، واستحوذ على اهتمام أغلب رواد المعرض.
يتكون الجناح الموريتاني من ثلاثة أقسام، تضم أكثر من 200 عنوان، من مؤلفات موريتانية نشرا وتأليفا، من بينها الفقه والتفسير والحديث والسيرة النبوية، بالإضافة إلى اللغة والأدب والتاريخ، إضافة إلى عدد من المواضيع الأخرى.
ولكن قسم المخطوطات، كان الأكثر لفتا للانتباه في الجناح الموريتاني، حيث يقول الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله في تصريح لـ «صحراء ميديا» إنهم جلبوا مخطوطات نادرة يعود بعضها إلى القرن التاسع الههجري، خطت بأيدي أصحابها، منها مخطوطات موريتانية وأخرى غير موريتانية، ولكنها مستجلبة من مكتبات موريتانية.
ويضيف ولد سيدي عبد الله: «هذه المخطوطات لفت انتباه زوار المعرض، ومنهم الرئيس التونسي قيس سعيد، والطاقم المرافق له».
وعن حضور الكتاب الموريتاني، قال ولد سيدي عبد الله إن «هنالك حضورا كبيرا للمؤلف الموريتاني، وللكتاب الموريتاني، سواء في الجناح المخصص لاتحاد الناشرين الموريتانيين، أو الجناح الذي تشرف عليه وزارة الثقافة».
وأضاف أن «اليوم الجمعة، هو ثاني أيام المعرض وأهمها، حيث أقيمت ثلاث محاضرات في ندوة خاصة بموريتانيا»، وكانت المحاضرة الأولى لرئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين الشيخ الخليل ولد أنحوي، تحت عنوان: «رجع الصدى.. طريق الحبر بين القيروان وشنقيط».
أما المحاضرة الثانية فألقاها الدكتور أحمد مولود أيده الهلالي، وكانت بعنوان «أبرز أوجه التماثل بين التراث الثقافي التونسي والموريتاني»، من جانبه ألقى الأستاذ الطالب أحمد ولد اطوير الجنة محاضرة ثالثة تحت عنوان «المخطوطات الموريتانية».
وقال ولد سيدي عبد الله إن المحاضرات «كانت محل إشادة من الجميع، وخاصة رئيس المعرض الذي حضر ليبدي إعجابه بالمحاضرات».
وخلص ولد سيدي عبد الله إلى التأكيد على أن «المشاركة الموريتانية كانت ناجحة، سواء من ناحية اختيار الحضور، أو من ناحية المحتوى المقدم».
من جهة أخرى، خصص الجناح الموريتاني أحد أقسامه لعرض الفنون الجميلة، وخاصة المنحوتات التقليدية، حيث قالت مكفولة بنت احمياده من تعاونية فن التجارة والواحات، إنها تعرض منحوتات فنية استخدمت فيها مواد طبيعية مستخرجة من البيئة الصحراوية.
وضمت معروضاتها مجسمات لأدوات الشاي، ومنارات المساجد في المدن القديمة (ولاته، شنقيط، تيشيت ووادان)، فضلا عن فنون التطريز المستخدمة في منازل ولاته وبعض أدوات البدو التقليدية كالراحلة.
وتستخدم بنت احمياده في تشكيل منحوتاتها، الحجارةالملونة ونوى التمر، وبعض أعواد وسعف النخيل.