قالت النائب في البرلمان الموريتاني كادياتا مالك جالو إنه بعد أكثر من عام ونصف على وصول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الحكم يعيش الموريتانيون «خيبة أمل كبيرة»، معتبرة أن الحكومة فشلت في «تحقيق التغيير المنتظر».
مالك جالو التي كانت تتحدث خلال جلسة برلمانية لمناقشة برنامج الحكومة وحصيلة عملها خلال العام المنصرم، قالت مخاطبة الوزير الأول محمد ولد بلال: «لقد أظهرتم رضا تاما عن حصيلة عملكم، ولكن للأسف الشعب الموريتاني لديه إحساس معاكس تمامًا».
وأضافت مالك جالو أنه بعد الانتخابات الرئاسية التي حملت ولد الغزواني إلى الحكم «أحس الموريتانيون بالأمل في أن يحدث تغيير حقيقي، والمعارضة رغم احتجاجها القوي على نتائج الانتخابات، قبلت في النهاية الدخول في الهدنة ووضع الأسلحة».
ولكن مالك جالو قالت إنه «بعد أكثر من عام ونصف نعيش خيبة أمل كبيرة»، مشيرة إلى أن «خط التهدئة الذي تنتهجه المعارضة، أصبح يفهم من طرف قطاع واسع من الرأي العام، على أنه نوع من التسوية، حتى أن البعض أصبح يحملها جزء من المسؤولية تجاه فشلكم في تحقيق التغيير المنتظر».
وأوضحت مالك جالو مخاطبة الحكومة: «نحن نعلم أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وجد أمامه وضعية مثيرة للقلق، مع وحدة وطنية مفككة بسياسات تمييز وضعت عن وعي كبير ونفذت بعناية».
وأضافت مخاطبة الوزير الأول: «لقد أعلنتم في برنامجكم الأول الذي قدمتموه للبرلمان بعد تعيينكم، رغبتكم في معالجة الجراح المؤلمة للملف المعروف باسم (الإرث الإنساني)، ولكن خلو خطاب الرئيس بمناسبة عيد الاستقلال، من أي إشارة إلى هذا الحدث المأساوي، يجعلنا نعتقد أنه لا وجود لأي رغبة في معالجة هذه المشكلة، أو ربما يعتقد على غرار سلفه أن الملف مغلق».
وقالت إن «صمت الرئيس حيال الغبن الذي تعيشه بعض الطبقات الاجتماعية يعد إشارة واضحة على أنه لم يحدث أي تغيير».
وانتقدت عضو البرلمان الموريتاني بشدة الأوضاع في البلاد، وقالت إن «الأصوات بدأت ترتفع من كل مكان لتعبر عن احتقان السكان وغضبهم، لأن ظروفهم مستمرة في التدهور، بسبب الارتفاع المستمر والمخيف لأسعار المواد الغذائية الأساسية، والإجراءات المتخذة خففت منه ولكنها لم تحل المشكلة».
وأضافت أن الأوضاع تتدهور أيضًا بسبب ما قالت إنه ركود رواتب الكتلة العظمى من العمال، وخطورة أوضاع العاملين في القطاع غير المصنف، ولكن أيضًا انتشار البطالة في أوساط الشباب، والأرقام التي وردت في تقريركم لا يمكنها أن تحجب هذه الحقيقة».
وقالت إن تداعيات وآثار جائحة كورونا «لم يتم تخفيفها إلا بشكل محدود»، مشيرة إلى «إلغاء للعقود في العديد من المؤسسات والشركات، وتقليص للرواتب، وحتى إقالات كما جرى في شركة أفروبورت وشنكير.. إلخ»، وفق تعبيرها.
ووجهت مالك جالو انتقادات حادة للحرب على الفساد، وقالت إنها «تنقصها القوة والصرامة»، في ظل ما قالت إنه «اللجوء الدائم لصفقات التراضي، والتعامل التفضيلي مع بعض الأطر الذين وردت أسماؤهم في تقرير لجنة التحقيق البرلمانية، بالإضافة إلى أن البطء في معالجة الملف يثير الكثير من الشكوك».
وخلصت إلى أن «المواطنين الذين يتظاهرون بشكل سلمي، للتعبير عن مشاكلهم، لا يجدون أمامهم من الردود إلا القمع الوحشي، كما يحدث دوما مع الطلاب أو في تيفيريت، وما حدث في ازويرات، وحدث مع مقدمي خدمات التعليم والنساء ضحايا الشيخ الرضى».