اكتشفت مريم بنت محمد عبد الله والدة التوأم السيامي الذي ولد في نواكشوط (طفلين برأسين وثلاثة أرجل وقلبين منفصلين) إن كمية متكتلة من الضمادات (بحجم علبة السجائر) بقيت عالقة في رحمها على اثر تدخل طبي في مركز الاستطباب الوطني اثناء ولادة الطفلين منذ أكثر من 6 شهور.
وبدت السيدة غير واثقة في الإجراءات الصحية المتبعة في مركز الاستطباب الوطني بعد خروجها من غرفة للمعاينة في قسم الولادة بمركز الاستطباب.
واكتشفت ممرضة من قسم الولادة بالمركز اليوم الأحد أن جسما غريبا يوجد في رحم السيدة البالغة من العمر 19 عاما لتقوم لاحقا بتدخل علاجي أدى إلى سحب كمية الضمادات التي ظلت عالقة لأكثر من 6 شهور بعد أن نسيها الأطباء.. ما تسبب في إعاقة صحة الأم التي أنجبت في نواكشوط أشهر توأم على الإطلاق.
وتعود القصة إلى الساعات الأولى من صباح الثامن من أكتوبر 2009 حيث وضعت السيدة توأمين سياميين برأسين وثلاثة أرجل وقلبين منفصلين في حادثة هي الأولي منذ ربع قرن.
ونقل التوأم فور ولادتهما إلى العناية المركزة .. قبل أن يفارقا الحياة بعد ثلاثة أيام من الحجز الصحي بمركز الاستطباب.. في ظل اتهامات بالتقصير في ما يتعلق برعاية التوأم الذي يلقى عادة اهتماما واسع النطاق من قبل الدوائر الصحية في مختلف أنحاء العالم.
ويقول والد التوأم سيدي محمد ولد التيجاني – 34 عاما – “لم نقم حينها بأي نشاط معاد للأطباء واعتبرنا الموضوع قضاء وقدرا، ولكن حجم الإهمال فاق المستوى المعقول.. اليوم نكتشف بعد ستة أشهر أن الأطباء لم يقوموا بعملهم على أكمل وجه ولم يكتشفوا خطأهم رغم أن السيدة تتردد على المستشفى منذ موعد ولادتها الفائت.. إنها مأساة حقيقية”.
زوج السيدة بدا منزعجا من الخطأ الطبي الذي كاد يتسبب في مأساة صحية لزوجته مع قلقه من أي مضاعفات قد يتسبب فيها إهمال الاطباء لاحقا.
الممرضة “جارا” التي اكتشفت الضمادات قالت في اتصال هاتفي مع (صحراء ميديا) إنها اكتشفت جسما غريبا في رحم الفتاة وقامت على الفور بتدخل طبي ناجح وانتزعته.. وأنها لا تعرف الظروف التي اكتنفت العملية الجراحية او التدخل العلاجي الذي صاحب ولادة التوأم، وبالتالي هي غير مؤهلة للحكم عليه.. “كل ما أعرفه أنني خلصت هذه السيدة من جسم غريب داخل رحمها.. وليست لدي معلومات أكثر من ذلك”.