تستعد الفنانة الموريتانية، معلومة بنت الميداح، لتسجيل ألبوم غنائي جديد، دمجت فيه الآلات الإفريقية. وتتطلع إلى تقديم أغنية من موسيقى كناوة، في الألبوم ذاته، إذ قالت معلومة، إنها تحاول التعاون مع ملحن مغربي، بهدف تقديم أغنية كناوية وأخرى أمازيغية.
واعتبرت معلومة، في حديثها إلى “المغربية”، أن الأغنية الموريتانية خليط من أجناس وأنماط مختلفة من الأغاني، لذلك فكرت في جمع هذه الألوان الموسيقية والغنائية المتنوعة، وتقديم كل جنس على حدة، في ألبومها المقبل.
وقررت معلومة أن تجمع أنماطا موسيقية متنوعة من دول الجوار، في الألبوم نفسه، ليستمتع الجمهور بخليط من الثقافات الغنائية المختلفة، وقالت “أتمنى أن ينال الألبوم إعجاب الجمهور، وأعد بألا أتأخر في إصداره، خاصة أنني سجلت بعض الأغاني في داكار الأسبوع الماضي، وأعمل جاهدة على تجهيز باقي الأغاني”.
ومن المنتظر أن تشارك معلومة بنت الميداح، في مجموعة من المهرجانات الوطنية والدولية، كما تستعد للقيام بجولة فنية، خلال شهر ماي المقبل، ستزور خلالها الدول الإسكندنافية، بما فيها السويد، والدانمارك، والنرويج، وستحيي معلومة، أيضا، حفلات في الولايات المتحدة الأميركية.
وعبرت معلومة عن استعدادها للقاء الجمهور المغربي، لما تحمله للمغرب ولهذا الجمهور من حب، لذلك تغنت في إحدى أغنياتها، التي تحمل عنوان “كازابلانكا”، بمدينتي الدار البيضاء وفاس.
وعن الأغنية، قالت معلومة، إنها كتبت كلماتها ولحنتها، ولا تتردد في أدائها خلال مشاركاتها في حفلات أوروبية وعربية. وأكدت معلومة أن الأغنية، لاقت صدى طيبا لدى الجمهور، وتحدثت عنها الصحافة العالمية، خاصة عند استضافتها في إذاعة مونتيكارلو، وفي العديد من اللقاءات التلفزيونية.
وقالت معلومة “كازابلانكا، أغنية صادقة، اخترت التغني بها، لأنها مدينة جميلة، واسمها موسيقي، كما أن سكانها طيبون”. وأشارت معلومة إلى أنها ربطت الدار البيضاء مع فاس في الأغنية، لما تحمله هذه المدينة من عراقة، ومعالم دينية.
وتسعى معلومة، على حد قولها، إلى أن تكون سفيرة الأغنية الموريتانية، وقالت “الأغنية الموريتانية، تخاطب الجميع، ولا تتوجه إلى الموريتانيين فقط، خاصة أن بعض الأسر الموريتانية، كانت تصر على تعليم اللهجة الحسانية إلى الجميع، وأنا ابنة واحدة من هذه الأسر”.
وعبرت معلومة بنت الميداح، عن سعادتها بالمشاركة في برنامج “أستوديو دوزيم”، لأول مرة، وقالت إن مشاركتها في مثل هذه التظاهرات الفنية والبرامج التلفزيونية، ستساهم في نشر الطرب الحساني، في ظل النقص، الذي يعانيه هذا اللون الغنائي في المغرب، واستطردت “ربما يكون هذا النقص ناتجا عن تقصيري وغيابي عن الحفلات الوطنية، أو عن مثل هذه البرامج”.
وأكدت المغنية الموريتانية، أنها تستعد لإنجاز مشاريع فنية مستقبلية، بالتعاون مع فنانين مغاربة، أمثال الفنان منصف كتاني، الشيء الذي سيساهم في انتشار الأغنية الحسانية، المحصورة في أسر موجودة بالذات في موريتانيا، وأضافت “نعمل، أيضا، على تأسيس حركة نقابية فنية، لحماية الطرب الحساني من الاندثار، بالتعاون مع بعض الفنانين الموريتانيين والمغاربة، لتشكيل ما يعرف بهيئة حفظ التراث”.
وأوضحت معلومة بنت الميداح أنها قررت أخذ مبادرة الدعوة إلى تكثيف جهود الفنانين والشباب المهتمين بالمجتمع المدني، من أجل خدمة التراث الحساني، خاصة أنها كانت تلعب على مسرحين، السياسي والثقافي.
وفي هذا الصدد، قالت الفنانة الموريتانية، إن “المجال الثقافي والإنساني كفيل بمعالجة العديد من المشاكل، فلننسى السياسة ولنذهب لهذا العالم المنتج، عالم التنمية والثقافة، فالثقافة تسبق كل شيء، نحن نحتاج لأن نثير مشاريع تنموية ذات رؤية واضحة، من أجل إحياء التراث، لذلك أصر دائما، خلال زياراتي إلى دول أخرى، عدم إثارة المواضيع والقضايا السياسية، فعندما نهتم ونركز على التنمية الثقافية، فستحل جميع المشاكل السياسية بمفردها”.
المصدر: صحيفة “الصحراء المغربية”