انطلقت صباح اليوم الاثنين بالعاصمة الموريتانية انواكشوط ندوة حول العمليات المصرفية الإسلامية تنظمها جامعة شنقيط العصرية بالتعاون مع المعهد الاسلامي للبحوث والتدريب عضو مجموعة البنك الاسلامي للتنمية وبحضور مجموعة من الأساتذة والباحثين ولفيف من الخبراء الاقتصاديين من موريتانيا والمغرب والسينغال، كما حضر ممثلون عن البنوك الموريتانية، وممثل عن المعهد الاسلامي للبحوث والتدريب بجدّه بالعربية السعودية. وتهدف الندوة التي تستمر على مدى يومين إلى الإسهام في تقدم العمل الاسلامي الذي سيكون مفيدا للجامعة وللبلاد الإسلامية التي تسعى للتخلص من وطأة الربا الذي يمحق كل شيء، وقد افتتح الندوة الدكتور محمد المختار ولد اباه رئيس جامعة شنقيط العصرية الذي قال إن الأمة الإسلامية تطمح منذ عقود لاستبدال الربا بعمليات مصرفية إسلامية نظرا لكونها موجودة بين مطرقة الربا وسندان العولمة، وقد رصدت لهذا الغرض مجامع بحوث وخبراء اقتصاديين لرسم سياسة اقتصادية تكرس مبدأ المعاملة الشرعية السليمة، وأضاف أن جامعة شنقيط العصرية تسعى منذ خمس سنوات إلى الإسهام بقدر المستطاع في هذا العمل الجماعي من خلال فتحها لشعبة “الاقتصاد الاسلامي” وقد تخرج منها أزيد من عشرين باحثا إلى جانب خمسين طالبا الآن في الجامعة، وهو ما يتيح إمداد السوق المصرفي الاسلامي بأطر عاملين مطلعين على مقاصد الشريعة السمحة ومتضلعين من المعارف الفقهية، وبإمكانهم استيعاب العمليات المصرفية الحديثة، وقد طرقت بحوث الخريجين من الجامعة أهم المواضيع التي تعنى بالاقتصاد الاسلامي. وقال الدكتور محمد المختار ولد اباه إن الجامعة تطمح إلى إنشاء كرسي خاص بالاقتصاد الاسلامي في هذه الجامعة لتعميق الدراسات التي تقوم بها مع جميع الهيئات التي تهتم بالاقتصاد الاسلامي، وأضاف أنه يحيي إنشاء نادي من خريجي الاقتصاد الاسلامي. وتناول الكلام بعده ممثل المعهد الاسلامي الدكتور عبد الله ولد محمد فشكر جامعة شنقيط العصرية على الاهتمام ثم أبرز الدور الرائد الذي يقوم به البنك الاسلامي للتنمية لدعم الدول الأعضاء وغير الأعضاء في مجموعته و قال إن البنك على استعداد دائم لتقديم الاستشارات اللازمة في العمل المصرفي الاسلامي طالما تولدت رغبة عند سلطات البلدان الإسلامية وأبدت الحاجة للمساعدة في ذلك.
ثم تناول الكلام الدكتور محمد الناصيري من دار الحديث الحسنية بالمغرب الذي قدم إطارا عاما عن المصارف الاسلامية، واعتبرها أهم مظاهر انبعاث الاقتصاد الإسلامي في الواقع، مبرزا أهم خصائصه وظروف نشأته ثم رصد التطور في عدد المصارف الإسلامية ورأسمالها ومؤشرات أنشطتها، وفي الشق الثاني من الندوة في يومها الأول تناول الكلام الأستاذ بجامعة شنقيط العصرية محمدن ولد حمينه وقدم محاضرته حول ” استقطاب الأموال (الودائع) بين النظام التقليدي (الربوي) والنظام الإسلامي(مقارنة). وقد اعتبر أن وظيفة قبول الودائع واستثمارها من خلال عمليات التسليف والإقراض للآخرين من أهم الوظائف التي يقوم بها المصرف التقليدي، كما اعتبر أن الودائع بأشكالها هي المورد الرئيس للمصارف الإسلامية متسائلا كيف يجمع المصرف الإسلامي موارده بدون أن يقع في الربا الحرام.