تعددت القضايا التي تناولتها الصحف الصادرة خلال اليومين الماضيين، في ثلاثة من البلدان الإفريقية، في المنطقة : السنغال، ومالي، والنيجر، ، بين قضايا سياسية وأمنية، ومحلية. كان أبرزها الحرب الدائرة في شمال مالي، ومحاولات المصالحة التي تقوم بها حكومة باماكو، والتحضير لتنظيم انتخابات رئاسية في يوليو.
السنغال : 120 مليار للطاقة الشمسية
صحيفة “لوسولاي” السنغالية تناولت الجانب المتعلق بالتعاون الاقتصادي في زيارة الرئيس ماكي سال للولايات المتحدة، معلنة عن التوقيع على مشروع للطاقة الشمسية بغلاف مالي يصل إلى 120 مليار فرنك إفريقي٬ مما سيسمح بتكريس التوجهات الجديدة للحكومة السنغالية من أجل تجاوز الأزمة الطاقية المزمنة بالبلد.
وأفادت الصحيفة أنه تم على هامش هذه الأنشطة الرسمية٬ توقيع اتفاقيتي شراكة هامتين من قبل وزير الطاقة والمعادن علي نغوي ندياي٬ مبرزة أن الاتفاق الأول يهم استثمارات بقيمة 120 مليار فرنك إفريقي من قبل “غرين إينيرجي” (حوالي 250 مليون دولار) ٬ فيما يضمن الثاني للدولة السنغالية مداخيل بقيمة 180 مليار فرنك إفريقي ٬ في إطار استغلال مناجم الذهب بسابودالا “.
من جهته؛ وفي موضوع آخر، قالت صحيفة (لوسوليي) إنه قبل شهرين٬ نشرت السنغال 500 جندي و125 دركيا في مالي في إطار البعثة الدولية لدعم مالي.
وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع السنغالي٬ قال إنه “في حال اقتضى الأمر٬ يمكن أن يتقدم الجنود السنغاليون أكثر تجاه الشمال٬ نحو منطقة أدرار إيفوغاس حيث تخوض القوات الفرنسية والمالية والتشادية معارك ضد المقاتلين الإسلاميين”.
من جانبها٬ اهتمت صحيفة (والفجر) بالتجارة الحلال وإمكانات رواجها في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء٬ مشيرة إلى أنه “برقم معاملات يبلغ 700 مليار دولار٬ تقدم التجارة الحلال فرصة حقيقية لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء التي تضم أزيد من 240 مليون مسلم”.
مالي : الحرب والانتخابات والمصالحة..
أما الصحف الصادرة في باماكو فقد خصصت تعليقاتها وتحليلاتها للتحديات وآفاق الانتخابات العامة المقبلة بمالي٬ والآمال المعقودة عليها لوضع حد للأزمة السياسية واستعادة النظام الدستوري بالبلاد.
وفي هذا الصدد٬ كتبت صحيفة (لاندكتور دي غونوفو) أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تم تحديد تاريخها من طرف سلطات الجمهورية من شأنها وضع حد لفترة انتقالية لذاكرة حزينة ومؤثرة لم تعرفها مالي من قبل٬ مشيرة إلى أنه منذ الإعلان عن هذا التاريخ فان الساحة السياسية وحتى المجتمع المدني٬ دخلوا في تظاهرات شعبية.
وبخصوص القتال الدائر في تينبكتو (شمال غرب مالي)٬ كتبت”لونوفيل أوريزون” أنه منذ التفجيرات الانتحارية التي نفذت في غاو في فبراير الماضي إلى غاية الاعتداءين الأخيرين بتومبوكتو يوم 21 مارس ومؤخرا يومي 30 و31 مارس الماضي ٬ فان “الجهاديين” الإرهابيين الذين ينشطون شمال مالي يتبعون نفس الطريقة التي ينفذون بها عملياتهم والمتمثلة في تنفيذ “تفجيرات انتحارية عند نقطة معينة وفي نفس الوقت يقومون بمحاولة تسلل إلى المدينة المستهدفة “٬ مبرزة أن هذه المواجهات وقعت في الوقت الذي قررت فيه القيادة العامة للجيش المالي نشر حوالي 400 من القادة المظليين شمال البلاد.
وفي نفس السياق٬ كتبت صحيفة “لوكومبا” تحت عنوان ” تينبكتو.. اعتداءات جديدة”٬ أن المدن الكبرى بالشمال لا تزال تعيش على إيقاع هجمات الإرهابيين الذين تمت محاصرتهم عند آخر معاقلهم٬ دون أن يحملهم ذلك على الاستسلام.
ولذلك، تضيف الصحيفة٬ فإن العديد من المراقبين يصرحون ب”أن الوضع يتطلب المزيد من الوقت والموارد والاستراتيجيات ليتمكن الجيش المالي وحلفاؤه من هزيمة هذه العصابات”.
من جانبها، أولت صحف “الانديباندان” و”لوسوار دوباماكو” و”لي زيكو” اهتماما بحصيلة الاشتباكات التي وقعت الأحد الماضي والتي لقي خلالها حوالي 20 من المقاتلين “الجهاديين” وجندي مالي مصرعهم ٬ وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع المالية .
ومن جهة أخرى٬ اهتمت الصحف المالية بتعيين الرئيس المالي، نهاية الأسبوع الماضي لرئيس ونائبي رئيس لجنة الحوار والمصالحة٬ حيث كتبت “أنفو ماتان”، في هذا الصدد أن هذه اللجنة التي ستتشكل من 33 عضوا ستمكن الماليين من التصالح في ما بينهم من خلال الحوار بين جميع الطوائف وإعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي عملت على تمزيقه الأزمة الخطيرة التي تجتازها البلاد، لاسيما بعد احتلال ثلثي التراب الوطني من قبل جماعات متمردة و”إسلاميين متطرفين”.
من جهتها قالت صحيفة “لوماندا” الايفوارية ٬أن 24 ساعة بعد الاشتباكات العنيفة في تينبكتو٬ يواصل الجيش المالي عمليات التمشيط من أجل مطادرة المقاتلين “الجهاديين” الذين يمكن أن يجدوا ملجأ لهم بين السكان ٬مبرزة أن هذه الاشتباكات تمثل مرة أخرى دليلا على أن القوات الفرنسية – الإفريقية لم تتمكن من كسر شوكة “الجهاديين “.
النيجر : توطيد العلاقات مع تركيا
وفي النيجر٬ تطرقت الصحف المحلية إلى تعزيز العلاقات النيجيرية التركية والدورة الرابعة لأيام الجماعات بالنيجر.
وبهذا الخصوص٬ قالت صحيفة (الساحل) إن الزيارة التي يقوم بها نائب وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي٬ حسن مرات ميركان٬ إلى نيامي تأتي من أجل تعزيز التعاون القائم بين البلدين في المجالات الطاقية والمعدنية والصناعية بالخصوص.
وركزت الصحف٬ من جهة أخرى٬ على الخطاب الذي ألقاه رئيس البلاد٬ إيسوفو محمدو٬ في افتتاح أشغال أيام الجماعات المنظمة تحت شعار “الجماعات في مواجهة تحدي النهضة”٬ والذي أكد خلاله على أهمية اللامركزية في المسار الديمقراطي.