عزيز: لا بد من التغيير وتجديد الطبقة السياسية، لأن أناساً كبروا وشابوا لا يمكنهم أن يصنعوا التغيير
قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال حديثه أمام سكان مدينة نواذيبو إنه “يتفق مع من يقول إن التعليم فاسد، ولكنه ليس فاسدا من اليوم وإنما من تراكم ثلاثين عاماً من الفساد ونهب المال العام”، حسب تعبيره.
وقال إن 96% من الخريجين متخصصين في الآداب، فيما يوجد 460 طبيباً فقط، معتبراً أن هذا ناقص بشكل كبير بالنسبة لثلاثة ملايين من المواطنين، حسب تعبيره.
وركز ولد عبد العزيز على أهمية “التكوين المهني” مشيراً إلى أنه سيتم فتح مدرسة متعددة التقنيات ومدرسة للمعادن وأخرى للأشغال العامة؛ وكل هذا من أجل تكوين الشباب والتجاوب مع متطلبات السوق”، قبل أن يضيف بأن “هذا لا يعني أننا لا نحتاج إلى الشعراء والأدباء”.
وأضاف بأن “موريتانيا دولة غنية وما ينقصها هو أن تكون لديها نظرة وتخطيط وأناس حكماء يفكرون فيما سيقومون به”، مشيراً إلى أن ما كان موجودا هو “البطش” وأن من يتحدثون اليوم عن فساد التعليم “هم من أفسده خلال 30 سنة من الفساد وعدم الإحساس بالألم لما يصيب هذا الشعبط.
وأضاف بأن “هذا سيتغير ولكن بقوة الشعب فقط وإرادته وقوته”، مضيفاً بأنه “لا بد من التغيير وتجديد الطبقة السياسية، ولكن أناساً كبروا وشابوا على أفكار معينة لا يمكنهم أن يصنعوا التغيير”، حسب تعبيره.
وتعهد ولد عبد العزيز بتوفير العمل لكافة الشعب الموريتاني ولكنه أكد في نفس السياق على أهمية “التخصص والتكوين المهني”، حيث قال “سنصرف على هذين المجالين ما لدينا حتى يعمل جميع الموريتانيين، فهنالك شراكات للصيد وشركات للمعادن ستفتح أبوابها وستوفر فرص عمل كثيرة”، يقول ولد عبد العزيز.
وفي حديثه عن المياه قال ولد عبد العزيز إنه “من المؤسف أن تكون موريتانيا من بين الدول القليلة التي يموت بعض سكانها من العطش”، مشيراً إلى أن “هؤلاء الثوار العجائز الجدد لم يسبق لهم أن سددوا فواتير المياه قبل أن أصل للسلطة، في الوقت الذي يدفع المواطن البسيط 2500 أوقية مقابل المتر المكعب الواحد”، حسب تعبيره.
وتعهد ولد عبد العزيز بافتتاح محاطات لتحلية المياه بين نواكشوط ونواذيبو، ستكون إحداها في مدينة نوامغار قال إنه سيدشنها يوم الخميس القادم، مؤكدا على أن تكلفتها وصلت إلى 400 مليون أوقية وأنها ستوفر الكهرباء والثلج والماء بأقل الأسعار الممكنة، حسب تعبيره.
وأضاف “هؤلاء الثوار العجزة الجدد لم يقوموا بمثل هذه الأمور التي نقوم بها إبان حكمهم، وإنما كانوا يعملون على البطش فقط”، مضيفاً في نفس السياق “سبق وأن رأينا دولار فيها ثوار ولكنهم شباب”، مشيراً بشكل ضمني إلى زعماء المعارضة الموريتانية التي طالبت يوم أمس في مسيرة شعبية في العاصمة نواكشوط بإسقاطه.
وأكد ولد عبد العزيز أنه من خلال هذه المشاريع ستتمكن موريتانيا خلال سنتين أو ثلاثة من توفير فائض من الكهرباء سيجعلها قادرة على تصدير الكهرباء إلى دول الجوار، حسب تعبيره.
أما فيما يخص الطرق فقال إنه “لم تنس وقد خصصت لها ميزانية كبيرة في جميع المقاطعات على التراب الوطني”، مؤكداً أن “طريق ازويرات سيتم الشروع فيها قريبا”، حسب تعبيره.
وخلال حديثه عن مثلث الفقر قال ولد عبد العزيز “نحن أول نظام اهتم بمثلث الفقر وألغى التهميش عنهم”، حتى أصبح “مثلث الأمل وليس مثلث الفقر، ومن يتكلمون عنه اليوم هم من كانوا يهمشونه بالأمس ويحاولون تحميل النظام المسؤولية عن ذلك”.
وأشار ولد عبد العزيز إلى أحد وزرائه وقال إنه “من سكان مثلث الفقر”، مضيفاً بأنه “كان من المهمشين”، حسب وصفه.
وأكد ولد عبد العزيز أن مشاريع مهمة يشهدها مثلث الفقر حيث سيتم توفير الكهرباء عن طريق مولد بسعة خمسة أو سبعة ميغاوات، إضافة إلى توفير المياه عن طريق سد فم لكليته، وإنشاء معهد للدراسات والبحوث الإسلامية، وطرق لفك العزلة عنه.