استدعي أكثر من 16 ألف طالب جامعي في أربع كليات اليوم الأربعاء إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء في مجالس الكليات ومجلس إدارة جامعة نواكشوط، بمعدل عضوين في مجلس كل كلية، وعضوين في مجلس الجامعة، وسط تنافس حاد بين عدد من الاتحادات الطلابية، ذات الامتدادات السياسية والايديولوجية.
وشهدت كليات : العلوم القانونية والاقتصادية، والعلوم والتقنيات، والآداب والعلوم الانسانية إقبالا كثيفا للطلاب (الناخبين) على مكاتب التصويت التي يشرف عليها أساتذة وإداريون بالجامعة.
وبدت ساحات الكليات اليوم مسرحا لحملات دعائية لم تتوقف رغم انتهاء الأجل القانوني، وانتشرت فيها ألوان اللوائح المتنافسة، في حين كان المشهد أقل حدة في كلية الطب التي لا يزيد عدد طلابها على 400.
وينتظر أن تعلن نتائج الانتخابات مساء اليوم الاربعاء، وسط ترقب من طرف المتنافسين والطلاب، حيث تسعى نقابات طلابية إلى كسر سيطرة الاسلاميين على المجالس، ممثلين في “الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا” أكبر التنظيمات الطلابية في الجامعة و أقدمها، وينافسه في هذه الانتخابات : الاتحاد العام للطلاب الموريتانيين المتشكل أساسا من القوميين العرب والمستقلين، ولائحة “الوحدة الطلابية” وهي تكتل طلاب يصنف بأنه مقرب من حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم، والنقابة الوطنية للطلاب الموريتانيين المحسوبة على التيار القومي الزنجي، والتي دخلت بقوة حلبة التنافس بقوة غير مسبوقة.
وشهد يوم أمس الثلاثاء اختتام الحملات الدعائية، حيث نظمت اللوائح المتنافسة مهرجانات، كان للفن والأناشيد حضور بارز خلالها، في وقت تتحدث فيه مصادر عدة عن ضخ أموال كبيرة من طرف عدة جهات داعمة للهئيات الطلابية التي تخوض هذه المعركة التي تعتبر مهمة في الساحة السياسية الموريتانية، وليس فقط في جامعة نواكشوط.
وهذه هي الانتخابات الثانية من نوعها منذ إحداث تعديلات في القانون المنظم لمجالس الجامعة، حيث تجرى الانتخابات كل سنتين، وخلال الفترة الماضية كانت السيطرة للاتحاد الوطني لطلاب موريتانيا، الذي أنشئ في العام 2000 بوصفه جامعا لمختلف التوجهات داخل الساحة الطلابية، لكنه شهد انسحابات متتالية، ليصبح محسوبا على شباب التيار الاسلامي الاخواني، المقرب من حزب التجمع الوطني للاصلاح والتنمية (تواصل)، ويؤكد قادته أنه سيواصل مسيرته من خلال ثقة الطلاب المتجددة فيه مهما كانت انتماءاتهم.
وقاطع “الاتحاد المستقل للطلاب” هذه الانتخابات، وهو اتحاد نشأ قبل أكثر من 6 سنوات ويحسب على حزب تكتل القوى الديمقراطي، والتيار اليساري.
ولم تسجل خلال عمليات التصويت اليوم أي حالات احتكاك أو اشتباك، رغم وجود أجواء متشنجة، بسبب تقارب الحظوظ في عدد من مكاتب التصويت.
ولوحظ تواجد معتبر لقيادات تاريخية في التيارين الاسلامي والقومي، حيث حضر عدد من الطلاب الذين تخرجوا قبل سنوات عدة وذلك لتقديم الدعم المعنوي والتنظيمي لزملائهم.