قالت مصادر أمنية إن طياراً أمريكياً يعمل في المجال الإنساني تعرض للاختطاف على يد ثلاثة مسلحين من منزله في العاصمة النيجرية نيامي ليل الثلاثاء/الأربعاء، في حادث يسلط الضوء على تدهور الوضع الأمني قرب مقر السلطة.
وأفادت المصادر لـ(صحراء ميديا) بأن المواطن الأمريكي، ويدعى كيفن. ر.، اختطف حوالي الساعة 22:44 بالتوقيت المحلي من حي “شاتو 1″، الذي يقع على بعد مئات الأمتار فقط من القصر الرئاسي، مقر إقامة قائد المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تشياني.
وأشارت المصادر إلى أن المسلحين تمكنوا من شل حركة الحارس واقتادوا الضحية إلى وجهة مجهولة. وتم رصد هاتف المختطف لاحقاً في منطقة “دينكي بوله” على طريق “والام” (شمال نيامي)، وهي منطقة معروفة بنشاط الجماعات المسلحة، خاصة تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (EIGS).
ويعمل كيفن. ر. منذ سنوات مع منظمة الإغاثة المسيحية الأمريكية “سودان إنتيريور ميشن” (SIM International)، ويشرف على تدريب طيارين محليين ضمن فرعها الجوي “Simair”.
ويأتي هذا الحادث بعد أكثر من عامين من استيلاء العسكريين على السلطة في انقلاب يوليو 2023، وهي الفترة التي تعهد فيها المجلس العسكري باستعادة الأمن. إلا أن الاختطاف في قلب العاصمة يثير قلقاً متزايداً في الأوساط الدبلوماسية والإنسانية بشأن قدرة السلطات على حماية الرعايا الأجانب.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن السفارة الأمريكية في نيامي تتابع الحادث عن كثب بالتنسيق مع السلطات النيجرية. وحتى مساء الأربعاء، لم يصدر أي بيان رسمي عن الحكومة أو المجلس العسكري بخصوص عملية الاختطاف.
وتوجهت التحقيقات الأولية نحو تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى، بينما لم تستبعد مصادر أخرى فرضية تورط شبكات إجرامية تعمل لصالح جماعات مسلحة تنشط على محاور نيامي – والام – تيلابيري.
وتعكس عملية الاختطاف هذه، بالتزامن مع تسريب وثيقة أمنية “بالغة السرية” تفاصيلها غير واضحة، المخاوف المتزايدة من انزلاق أمني في النيجر التي كانت توصف قبل الانقلاب بأنها آخر حلفاء الغرب الرئيسيين في منطقة الساحل. قبل أن تدخل علاقاته مع الولايات المتحدة وفرنسا مرحلة من الفتور والجمود منذ استيلاء العسكريين على السلطة.