الشيخ محمد حرمه + إبراهيم الهريم: صحراء ميديا (أبيدجان)
استعرض الرئيس الإيفواري السابق لوران غباغبو شعبيته في مهرجان خطابي نظمه صباح اليوم السبت في العاصمة الاقتصادية أبيدجان، لرفض ترشح الرئيس الحسن واتارا لولاية رئاسية رابعة في انتخابات أكتوبر المقبل
وتجمهر الآلاف في ساحة فيكغايو بحي “يوبوغون” الشعبي، منذ ساعات الصباح الأولى، لتمتلئ الساحة قبيل منتصف النهار، فيما رفع الحاضرون لافتات كتب عليها: “لا للعهدة الرابعة”، “لا انتخابات من دون لوران غباغبو”، “العهدة الرابعة هي عهدة زائدة”.
وكانت الإجراءات الأمنية مشددة في محيط المهرجان الشعبي، حيث انتشرت وحدات الأمن ومكافحة الشغب، وخضع المشاركون في المهرجان لتفتيش دقيق من طرف فرق “الأمن الداخلي”.
ولم تسجل أي حوادث أو صدامات خلال المهرجان المرخص له من طرف السلطات، رغم حالة التوتر السياسي والتصعيد التي تعيشها البلاد.
وقال غباغبو أمام الآلاف من أنصاره، وبحضور وفود من أحزاب المعارضة، إن موضوع الولاية الرئاسية الرابعة “موضوع خطير، خطير جدًا.. والأخطر أن الحزب الحاكم اجتمع ليطلب من الرئيس الترشح”.
وأضاف غباغبو أن الرئيس الحسن واتارا توجه إلى فرنسا من أجل أن يأخذ مباركة الترشح من قصر الإليزيه، وقال: “إنه الآن في قصر الإليزيه من أجل اتخاذ القرار، ويأخذ الأجوبة التي سيقدم لمناضلي حزبه ولشعبه.. هذا غير مقبول”.
غباغبو أطيح به عام 2010 بتدخل عسكري فرنسي حين رفض تسليم السلطة للحسن واتارا بعد انتخابات رئاسية أعقبتها أعمال عنف إثر فوز الأخير، وقال غباغبو: “إمّا أن نكون مستقلين، أو نناضل من أجل الاستقلال. لكننا لسنا تابعين للإليزيه. أنا أرفض ذلك”.
وأضاف: “إن كان لهذا السبب قصفوا إقامتي الرئاسية عندما كنت رئيسًا؟ حسنًا، يمكنهم أن يعيدوا الكرة. لأن البلد الحر يجب أن يكون بلدًا حرًا. ولا أقبل أن يتم اللعب بشكل كاريكاتوري مع استقلالنا.. الموضوع جدي وخطير”.
وبخصوص الولاية الرئاسية الرابعة، قال غباغبو: “لماذا يريد أحدهم أن يقوم بأربع ولايات رئاسية في كوت ديفوار؟ لماذا؟ أنا أرفض ذلك. أرفضه ولن أقبل به، يجب أن نرفض جميعًا لأن الدستور واضح”.
وشدد غباغبو على أن الدستور الإيفواري “يمنع أي مواطن من القيام بأكثر من عهدتين رئاسيتين”، وأضاف: “يأتي شخص، ها هو على وشك إنهاء عهدته الثالثة غير الشرعية. ولا يكتفي بذلك، بل يرغب في عهدة رابعة”.
وخلص إلى القول: “أريد منكم جميعًا، أنتم الحاضرون هنا، أن تذهبوا وتقولوا له إنه لن يقوم بعهدة رابعة”.
المهرجان الخطابي الذي عقده غباغبو يأتي بعد أسبوع من مظاهرة حاشدة نظمتها المعارضة مجتمعة لرفض ترشح واتارا لولاية رئاسية رابعة، ورفض إقصاء مرشحيها من السباق الرئاسي، وخاصة لوران غباغبو وتيدجان تيام.
ويرى محللون أن مهرجان غباغبو الذي نظمه بشكل منفرد، يأتي في سياق تأكيد قوته وشعبيته، وقد حضرت المهرجان وفود من الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار المعارض وحزب الجبهة الشعبية الإيفوارية.