أعلن ناشطون صحراويون ووجهاء وشيوخ قبائل صحراوية، اليوم الخميس، أن جبهة البوليساريو ليست هي “الممثل الشرعي” للشعب الصحراوي، مطالبين بضرورة العمل على إيجاد “حل سلمي” للصراع الدائر في الصحراء.
جاء ذلك خلال “المؤتمر الدولي الأول حول السلام والأمن بالصحراء” الذي نظمته حركة “صحراويون من أجل السلام” في مدينة لاس بالماس الاسبانية، تحت عنوان “ملكى أهل الصحراء”، وحضره عدد من القيادات الصحراوية البارزة التي انسحبت من جبهة البوليساريو، بالإضافة إلى شخصيات سياسية اسبانية، وعدد من شيوخ ووجهاء القبائل الصحراوية.
المؤتمر الدولي الأول من نوعه، ينظم يومي الخميس والجمعة، نظمته “حركة صحراويون من أجل السلام”، التي تأسست شهر أبريل من عام 2020، وتعرف نفسها بأنها حركة سياسية بديلة لجبهة البوليساريو، تسعى لتوحيد الصحراويين والبحث عن حل سلمي للصراع في الصحراء.
افتتح المؤتمر الدولي من طرف عمدة لاس بالماس اوغيستو هيدالغو، كما ألقى فيه وزير الدفاع الإسباني السابق والرئيس الأسبق لجهاز المخابرات جوزيه بونو خطابًا أكد فيه أن مجلس الأمن الدولي أشاد في قراراته بمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب واعتبره جادا وذا مصداقية.
وأضاف بونو أن خيار تنظيم استفتاء أصبح متجاوزًا بالنسبة لمجلس الأمن، مشيرًا إلى أن “آخر مرة استخدم فيها مجلس الأمن عبارة (إجراء استفتاء) في قراراته حول الصحراء، كانت في القرار رقم 1359 المؤرخ بـ 29 يونيو 2001”.
وقال بونو الذي سبق أن ترأس مجلس النواب الاسباني، إن “المغرب استجاب سنة 2007 لدعوة مجلس الأمن لحل سياسي باقتراح مبادرة حكم ذاتي في الصحراء؛ ومنذ ذلك الحين، اعتبر مجلس الأمن المقترح المغربي جديا وذا مصداقية”، وشدد على أن “الحكم الذاتي كان الحل الدستوري لمشكلة التوزيع الترابي للسلطة في إسبانيا، والاستجابة القانونية والداعمة لأولئك الذين طالبوا بالاستقلال”.
وأوضح أن “الحكومة الإسبانية، بإعلانها أن مخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب يعد (الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية)، تسير في نفس اتجاه قرارات الأمم المتحدة، كما تتقاطع مع موقف الولايات المتحدة وألمانيا”، وفق تعبيره.
وأكد بونو أن ما يحتاجه الصحراويون هو “المزيد من الحلول وقرارات أقل”، مشيرا إلى أن جزء من الصحراويين “يستفيد من تطور ملحوظ” في المغرب، بينما يعيش الجزء الآخر في “ظروف غير إنسانية” بمخيمات تندوف.
وأضاف وزير الدفاع الاسباني الأسبق أن صراع الصحراء “استمر لفترة أطول مما يمكن أن يتحمله السكان الذين عانوا كثيرا لأزيد من نصف قرن”، معتبرا أنه “لبناء المستقبل بالتغلب على العداوات والأحكام المسبقة الموروثة، يجب أن نغتنم جميع الفرص”.
وخلص إلى التأكيد على أنه “لا يمكن لجبهة البوليساريو أن تتجاهل حقيقة أن العالم قد تغير كثيرا في السنوات الأخيرة، وأنه يتعين عليها أن تميز بين ما هو ممكن وما هو مستحيل”، وفق تعبيره.
من جانبه استعرض محمد ولد أحمد فال، ممثل شبكة الوحدة والتنمية من موريتانيا، الروابط التاريخية بين القبائل الموريتانية والصحراوية، مشيرا إلى أنها روابط “غير قابلة للكسر”.
وأضاف الخبير الموريتاني في مجال حقوق الإنسان أنه يعد نفسه ناطقا باسم جميع الصحراويين الذين تعرضوا لانتهاكات حقوق الإنسان على يد البوليساريو.
وخلال المؤتمر الدولي تحدث عدد من شيوخ ووجهاء قبائل الصحراء مؤكدين أن جبهة البوليساريو ليست هي الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، وإنما شيوخ ووجهاء القبائل الذين أظهروا القدرة على توحيد العائلات الصحراوية، الموجودة على طرفي الحدود.
واعتبر الشيوخ والوجهاء أن هذا المؤتمر يمثل نداء للشعب الصحراوي من أجل المساهمة في إيجاد حل سلمي للصراع، ودعوا حركة صحراويون من أجل السلام أن تنتهج طريق السلام والحوار من أجل حل الصراع.
كما وجهوا دعوة إلى المجموعة الدولية من أجل أخذ مساهمة حركة صحراويون من أجل السلام بعين الاعتبار في سبيل حل الصراع الدائر في الصحراء.