وسط العاصمة نواكشوط، تجمع عشرات المناضلين من المنتسبين لميثاق الحراطين من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في الذكرى التاسعة لتأسيس الميثاق الذي يطالب بإنصاف الشريحة الاجتماعية واسعة الانتشار في البلاد.
رفع المتظاهرون لافتات وشعارات تطالب بإنصاف «الحراطين وضرورة تلبية جميع مطالبهم المشروعة، من توفير لظروف عمل مناسبة والتغلب على كل مماسرات الظلم لكونها معوقا أساسيا للتنمية».
الجماهير التي وفدت من جميع أرجاء العاصمة اتخذت من ملتقى مدريد نقطة التقاء، لتنطلق بعد ذلك سيرا على الأقدام إلى الساحلة المحاذية للجمعية الوطنية، بمشاركة سياسيين ونواب وحقوقيين.
وقال رئيس الميثاق يرب ولد نافع في خطاب إن «هذه مناسبة نستعيد فيها ونتذكر المؤسسين، والأجيال الملهمة، التي ساهمت بنصيب وافر في قضية الحراطين، وللتذكير بمظلمتهم الكبرى».
وأضاف ولد نافع أن حل قضية الحراطين يعبتر «صمام أمان للتعايش السلمي في هذا الوطن»، مخاطبا «السلطات العليا أنه بحل قضية الحراطين نساهم في القضاء على التفاوت الطبقي».
وأشار إلي أن المسيرة لهذا العام «تتميز بكونها جاءت في ظروف يعيش فيها المواطن تحت نير الغلاء وتراجع ملحوظ للحريات واستشراء الفساد» وفق تعبيره.
ودعا جميع الفاعلين السياسين وهيئات المجتمع المدني إلى «جعل قضية الحراطين القضية الأولى والركيزة حتى نجعل من حلها رافعة نحو التنمية المستدامة».
وثمن ولد نافع «خطاب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، المتكرر والداعي إلى نبذ المسلكيات التي تفرق بين أبناء الوطن»، مضيفا «لقد علق عليها الشعب آمالا كبيرة».
واعتبر ولد نافع أن هذه الآمال بدأت «تضعف بسبب عدم تطبيق تلك الخطابات والبرامج الواعدة» وفق تعبريه.
وفي تصريح لـ «صحراء ميديا» قال النائب البرلماني العيد ولد محمدن، إن هذه التظاهرة التي تأتي بمناسبة ذكرى تأسيس الميثاق، كررت نفس الرسالة التي تؤمن بها، وهي أن الموريتانيين كلهم يعتبرون قضية الحراطين قضية عدالة».
وأضاف أن النضال أصبح يتبناه «كل الموريتانيين لأنه جامع ولا يستهدف أي طرف، وهذه المسيرة مسيرة متنوعة فيها كل الموريتانيين».
وأشار إلى أن كل جماهير الميثاق «ترفع شعار إنهاء الظلم عن الحراطين لكن في جوهرها تطاب برفع الظلم عن كل الموريتانيين».