كشف استشاري ومدير برنامج الزمالة في طب الأورام بمدينة الملك فهد الطبية ورئيس لجنة الإشراف المحلية لزمالة طب الأورام بالمنطقة الوسطى والشرقية الدكتور عبدالله خلف الطويرقي آخر المستجدات والتطورات الطبية المتعلقة بالأورام، وبالأخص اكتشاف العلاج المناعي الذي أثبت فعاليته وأصبح بديلا للعلاج الكيمياوي التقليدي في عدد معين من الأورام وفي مراحل متقدمة من المرض، لافتاً إلى أن عدة جهات طبية في السعودية شرعت في توفير العقار لعلاج مرضاها.
وقال الدكتور الطويرقي إن العلاج المناعي يعمل على تحفيز الجهاز المناعي في الجسم وتعزيز قدراته على محاربة مختلف أنواع الأورام، مشيرا إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت قدرة هذا العلاج على السيطرة على المرض لفترات طويلة وتحقيق نسب شفاء مرتفعة وبأقل آثار جانبية ممكنة مقارنةً بالعلاج الكيمياوي التقليدي .
وأضاف، خلال محاضرة طبية على هامش مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبية في مدينة كوبنهاغن بالدنمارك: أن العلاج المناعي يتميز باستخدام أنواع وأساليب متنوعة تساهم بمجملها في تحفيز الجهاز المناعي للمريض على مواجهة الأورام، حيث تتميز الخلايا السرطانية بخصائص وآليات معينة تتيح عدم اكتشافها من قبل الجهاز المناعي.
وأفاد الدكتور الطويرقي أن العلاج المناعي يساعد جهاز المناعة في الجسم على التعرف إلى الخلايا السرطانية ومن ثم استهدافها، وقد أظهرت التجارب والأبحاث السريرية كفاءة هذا النوع من العلاج وقدرته على استهداف الأورام بشكل أكثر فعالية بالمقارنة مع طرق وأساليب المعالجة التقليدية، فضلاً عن أن آثاره الجانبية الأقل ومجال استخدامه الأوسع والأشمل.
وأشار الدكتور الطويرقي إلى أن العلاج المناعي يستخدم على نطاق واسع حاليا في معالجة أنواع مختلفة من الأورام التي تصيب الجلد والرئة والكلى وأورام الرأس والعنق وبعض أورام الدم اللمفاوية، نظرا لأن الخلايا السرطانية تتميز بمجموعة من الوسائل والآليات التي تتيح لها التملص من الجهاز المناعي، فقد تم تطوير أنواع وأنماط عدة من العلاج المناعي بحيث تساعد الجسم على مواجهة هذه الآليات الوقائية وتعزز قدرات الجهاز المناعي على التعرّف على الورم.
وأفاد الدكتور الطويرقي بأن جهود الباحثين تتركز في الوقت الراهن على تطوير أنواع مختلفة من العلاج المناعي على عدد أكبر من الأورام وبطرق مبتكرة لتعزيز نسب الشفاء من هذه الأمراض في المستقبل القريب.
ونوّه خلال المحاضرة التي نظمتها “ام. اس. دي” إلى أن أكثر الأورام شيوعاً في السعودية، حسب السجل الوطني للأورام، تشمل كلاً من أورام الثدي وأورام القولون والمستقيم وأورام الدم والغدد اللمفاوية وأورام الرئة والغدة الدرقية. وتُعد أورام القولون والمستقيم أكثر أنواع الأورام شيوعاً بين الرجال، في حين أن أورام الثدي هي الأكثر انتشارا بين الإناث. وأضاف أن التوعية الصحية والتشخيص المبكر يلعبان دورا محوريا في الوقاية من الأورام وخفض معدلات الوفيات الناجمة عنها.
من جانبه، قال رئيس القطاع الطبي للأورام بالسعودية بمجوعة “ام. اس. دي” إن “مساعدة الناس في محاربة السرطان هو شغلنا الشاغل، ودعم توفير طرق الوصول إلى أحدث أساليب علاج السرطان هو التزامنا، ونحن نركز جهودنا على إجراء البحوث والدراسات في العلاج المناعي للأورام بهدف تحقيق أمل جديد لمرضى السرطان”.
وأضاف: “إننا نأمل أن تساعد المناقشات التي أجريت في ورشة العمل على توفير المزيد من الوعي عن العلاجات المتاحة للمتخصصين في الرعاية الصحية والمرضى الذين يعانون من السرطان، وتسهيل الوصول إلى أفضل علاج ورعاية لمرضى السرطان”.