عبر الأكاديمي الموريتاني بدي ولد أبنو؛ مدير مركز الدراسات والبحوث العليا ببروكسيل وباريس، عن إدانته المطلقة لما وصفه بالقمع البوليسي الذي تعرضت له تظاهرة شبابية نظمت اليوم في نواكشوط بمناسبة حلول ذكرى خروج شباب من مختلف المشاركة للمطالبة بمحاربة الفساد.
وقال ولد أبنو؛ في تصريح صحفي توصلت به صحراء ميديا، التظاهرة الشبابية “تميزتْ عبر شهادات متطابقة بالالتزام الكلي بالطابع السلمي واللاعنف”، مشيرا إلى أنها “عبرت عن مجموعة من الطالب المدنية المشروعة”؛ بحسب تعبيره.
وأكد أن ما عبر عنها بالشرطة الموريتانية التقليدية “واجهت هذه المظاهرات بالقمع العشوائي المتخلف حسب شهادات عدد من المراقبين الميدانيين”، مضيفا أنه توصل بشهادات قطعية تفيد باعتقال قياديين من الشباب المتظاهرين “وتعرضا للضرب الهمجي واللكمات والإهانات النفسية والبدنية على أيدي عناصر الشرطة داخل مبنى الإدارة الجهوية لأمن منطقة نواكشوط”؛ على حد قوله.
وأوضح ولد أبنو أن “مثل هذه التصرفات البوليسية الظلامية تثبت مرة أخرى أن النظام القمعي الموروث لم يتغير جوهريا”، مؤكدا أن الحديث عن دولة القانون وعن الالتزام بالحريات الفردية والجماعية “ما زال كما كان حديثا موجها فقط للاستهلاك الخارجي”.
وقال الأكاديمي الموريتاني إنه “من المستحيل أن تقدم الشرطة على هذه الوحشية دون أن تتلقى أوامر من الأفراد الحاكمين وأن تتمتع بحمايتهم”، مشيرا إلى أن ما وصفه بالفوضى والتحريض على التخريب والمساس بالأمن والسلم العموميين “هي كلها تصرفات ما تزال تميز الجهاز البوليسي والأجهزة الأمنية الموروثة بينما يصر المتظاهرون على الطابع المدني والسلمي”.