قتل نحو مئتي شخص في مواجهات عنيفة بين الجيش واسلاميين في قرية بشمال شرق نيجيريا على ضفاف بحيرة تشاد والتي احرق نصف منازلها, وفق ما اعلن الصليب الاحمر الاثنين.
وقال المتحدث باسم الصليب الاحمر نواكبا نواكبا “حتى الان, تم دفن 187 قتيلا ونقل 77 شخصا الى المستشفى”, لافتا الى “احراق اكثر من 300 منزل”.
وهذه الحصيلة الجديدة اكبر بكثير مما كان اعلنه مصدر حكومي متحدثا عن “عشرات القتلى”.
واندلعت المواجهات الجمعة في قرية باغا المعزولة بولاية بورنو التي تعتبر من معاقل جماعة بوكو حرام المسؤولة على هجمات دامية في شمال ووسط البلاد منذ 2009.
ونقل ممثل للسلطات النيجيرية تفقد مكان المواجهات الاحد عن سكان ان متمردين قتلوا وكذلك جنود ومدنيون.
والاثنين, افاد مسؤول في اجهزة الاسعاف ان نحو نصف القرية التهمتها النيران اثر معارك.
وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته ان نحو “اربعين في المئة من القرية اتت عليه النار. لا يزال كثير من السكان في عداد المفقودين وحتى الان نفترض انهم لاذوا بالفرار”.
وافاد بعض السكان ان اعمال العنف اندلعت عندما طوق الجنود مسجدا لجأ اليه اسلاميون مسلحون, ويبدو ان المسلحين استعملوا خلال المواجهات اسلحة ثقيلة لكن لم يتسرب سوى قليل من المعلومات حول طبيعة المعارك.
واعلن الناطق الاقليمي للوكالة الوطنية لادارة لاوضاع الطارئة عبد القادر ابراهيم, الاثنين ان مبعوثيه وصلوا الى باغا لكن الاتصالات معهم صعبة ولا يزال من الصعب معرفة مدى اتساع نطاق اعمال العنف.
وقد تضررت شبكة الهواتف النقالة في بعض اماكن من ولاية بورنو بشكل خطير السنة الماضية عندما احرق الاسلاميون اعمدة اتصالات.
في واشنطن, قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل ان “الولايات المتحدة تدين اعمال العنف التي تسببت بمقتل عدد كبير من المدنيين في باغا في ولاية بورنو”.
واضاف المتحدث ان على السلطات النيجيرية ان تفهم ان “التطرف العنيف يستدعي اكثر من مجرد رد امني” وعليها “ان تتعامل مع مشاكل المجموعات الفقيرة”.
وعادة ما تقلل قوات الامن النيجيرية من عدد ضحايا المواجهات بين الجيش وجماعة بوكو حرام في وسط وشمال نيجيريا التي خلفت منذ 2009 اضافة الى قمع الجيش, ما لا يقل عن ثلاثة الاف قتيل.
وقد نفذت الجماعة اعتداء انتحاريا على مقر الامم المتحدة في ابوجا (وسط) والمقر العام للشرطة ومقار كبرى صحف البلاد.
واتهمت عدة منظمات دولية وللدفاع عن حقوق الانسان قوات الجيش والشرطة المنتشرة في شمال شرق البلاد لمحاربة الاسلاميين في اطار مهمة اطلق عليه اسم “استعادة النظام”, بارتكاب اعدامات دون محاكمة واعمال عنف بحق مدنيين.
وتقع باغا على مسافة 150 كلم من مدينة مايديغوري, معقل بوكو حرام, لكن يبدو ان العديد من المقاتلين انتشروا خلال السنوات الاخيرة في كامل ولاية بورنو بسبب قمع قوات الامن في المدينة.
ونيجيريا هي اكبر بلد افريقي لجهة عدد السكان مع 160 مليون نسمة واكبر منتج نفط في القارة, وهو مقسم بين شمال اغلبية سكانه من المسلمين وجنوب اغلبية سكانه مسيحيون.
وتؤكد بوكو حرام انها تكافح من اجل اقامة دولة اسلامية في شمال نيجيريا حيث اغلبية السكان من المسلمين لكن مطالبهم كثيرا ما تغيرت.
وقد دعا القادة الاميركيون والاوروبيون مرارا الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الى تحسين الظروف الاجتماعية والاستثمار في اقتصاد شمال البلاد الذي يعاني من الفقر اكثر من الجنوب.
وتدرس نيجيريا حاليا امكانية اقرار عفو عن عناصر بوكو حرام لوضع حد لحركة التمرد ولذلك الغرض شكل الرئيس لجنة في 17 ابريل كلفها بالتفكير في اتخاذ قرار عفو.
لكن قائد بوكو حرام ابوبك شيخو الذي تعتبره واشنطن “ارهابيا دوليا” رفض الفكرة وقال في تسجيل صوتي تلقته فرانس برس في 11 نيسان/ابريل عبر رسالة الكترونية, ان جماعته “لم ترتكب شرا تستحق العفو عنه”.
واضاف ابو بكر شيخاو “في خطوة مفاجئة تتحدث الحكومة النيجيرية عن منحنا عفوا, ما هو الشر الذي ارتكبناه بل بالعكس, نحن من يجب ان نعفو عنكم” وعدد “الفظاعات” التي قال ان السلطة ترتكبها بحق المسلمين.