قالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الاثنين إن الأزمة في مالي يجب أن تحل سياسياً وعبر انتخابات تصحح الوضع الدستوري بعد انقلاب 23 مارس 2012، مؤكدة أن الولايات المتحدة لن تشارك في العملية العسكرية التي تخوضها فرنسا في مالي.
وقالتفيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن “مشاكل مالي يجب أن تجد حلا لا يكون أمنيا محضا؛ يجب أن يكون في موازاة أي طريق أمني طريق سياسي”، مؤكدة “أن العودة إلى الاستقرار في مالي تتطلب إجراء انتخابات جديدة تغير نتيجة الانقلاب العسكري”.
وكانت الولايات المتحة الأمريكية تدعو منذ أشهر إلى اعتماد “مقاربة شاملة” حول مالي تتمحور حول التصدي للإسلاميين المسلحين في الشمال، وعودة حكومة منتخبة ديموقراطيا قبل إبريل 2013؛ إضافة إلى تسوية مصير الطوارق والأزمة الإنسانية.
المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ذكرت بأن تاريخ تنظيم الانتخابات الرئاسية في باماكو ما زال في شهر إبريل؛ قبل أن تضيف “لن نتكهن بالتأكيد ما إذا كان الأمن سيكون مستتبا في تلك الفترة حتى تحصل الانتخابات لكننا نريد حوارا وطنيا لكي يكون بالإمكان إجراء الانتخابات بأسرع وقت ممكن”، وفق تعبيرها.
وفي سياق متصل قال نولاند إن “العسكريين الأميركيين لن يشاركوا في عمليات قتالية في مالي ولا ننوي إشراك قوات أميركية مباشرة في المعارك الدائرة على الأرض”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة استجابت لطلبات المساعدة العسكرية التي تقدم بها “حليفنا الفرنسي” في مجال الاستخبارات ونقل الجنود والتجهيزات ومنذ السبت تموين الطائرات في الجو.
وتعتزم وزارة الدفاع الأميركية التوصل إلى تأمين توقف طائرات استطلاع بدون طيار في النيجر، وذلك من أجل زيادة حجم المعلومات التي تجمعها حول نشاطات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في منطقة الساحل، وفق ما نقل عن مسؤول عسكري أمريكي اليوم الاثنين.
وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن توقف طائرات بدون طيار من طراز بريديتور أو ريبر غير مسلحة في بلد حدودي مع مالي، من شأنه أن يتيح فورا تحسين المعلومات حول تحركات الإسلاميين المسلحين الذين تقاتلهم فرنسا والجيش المالي.
وتدرس القيادة الأميركية المكلفة شؤون القارة الافريقية (افريكوم) حلا آخر يقضي بتوفير قاعدة لهذه الطائرات بدون طيار في بوركينا فاسو المجاورة التي تنشط فيها طائرات صغيرة للاستطلاع يقودها موظفون في شركات أمنية خاصة.
ووقعت الولايات المتحدة والنيجر الاثنين اتفاقا حول الوضع القانوني للجنود الأميركيين الذين سينتشرون في هذا البلد، حسب ما أوضح هذا المسؤول لوكالة “فرانس برس”؛ مما يدعو إلى الاعتقاد بأن المحادثات مع سلطات نيامي قد حققت تقدما كبيرا.