قال محمد ولد مولود؛ رئيس حزب اتحاد قوى التقدم المعارض في موريتانيا، إن رحيل النظام، الذي تطالب به منسقية أحزاب المعارضة، “متاح في القاموس السياسي”، مؤكدا أنه “لا يعني الثورة”.
وأوضح ولد مولود؛ في برنامج (حوار اليوم) الذي بثته إذاعة صحراء ميديا أمس الاثنين، أن المنسقية لجأت لخيار الرحيل بعد أن “يئست من التوصل إلى حل للازمة السياسية مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز”، مشيرا إلى أن الرئيس “تنكر لاتفاق دكار وضرب عرض الحائط بالقوانين وبالدستور، حيث لم يصرح بممتلكاته ولم يحترم آجال الانتخابات، وأصبح يتصرف بلا حواجز وكأن البلد ملك له”؛ بحسب تعبيره.
وأضاف أن ولد عبد العزيز “يسخر الثروة لنزواته متى شاء وكيف شاء، والقوانين بالنسبة له مجرد لعبة تسلية”، قائلا إن من حاوروه تأكدوا من صدق ما تقوله المنسقية “لأن الرجل لا تهمه مصلحة البلاد وحكومته ليس لها برنامج وقد أتى للسلطة بردة فعل وكل حياته السياسية هي عبارة عن ردة فعل”؛ على حد وصفه.
ووصف ولد مولود الرئيس بالعاجز، وبأنه “جرب السلطة وفشل”، قائلا إن “من عجز عن إدارة البلد عليه أن يترك السلطة فورا ودون تأخير”.
وحول الحرب الدائرة في مالي، أوضح رئيس حزب اتحاد قوى التقدم إن موريتانيا ومالي “تربطهما مصالح متشابكة وحدود طويلة”، مؤكدا أن ما يجري في إقليم أزواد “له انعكاسات مباشرة على موريتانيا خاصة في الشهرين المقبلين، لأن التنمية الحيوانية تعتمد على المراعي المالية ناهيك عن التبادل التجاري واعتماد ولايات الشرق على محاصيل الزراعة المالية”.
واتهم النظام الموريتاني بتجاهل هذه الأزمة، “حيث لم يقم أي مسؤول موريتاني بزيارة هذا البلد”، مضيفا أنه كان بالإمكان جمع الأطراف في مالي على طاولة المفاوضات “وتجنيب المنطقة ويلات أزمة لا يعرف أحد نهايتها”.
وبخصوص اللجنة المستقلة للانتخابات، قال ولد مولود إن القائمين عليها “رجال وطنيون ومشهود لهم بالاستقامة”، واصفا القانون المنشئ للجنة ووضعها الدستوري بالمختل، “لأنها أنشئت وجزء كبير من الطبقة السياسية خارج العملية التفاوضية”.
وثمن ولد مولود مبادرة رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير، التي تسعى إلى حلحلة الوضع السياسي في البلد، متعهدا بالرد عليها “في الوقت المناسب”.
ونصح ولد مولود؛ العضو في مجلس رؤساء منسقية المعارضة، الرئيس محمد ولد عبد العزيز ب”ترك السلطة وترك الحرية للموريتانيين في اختيار من يقودهم”، مؤكدا أن “التجربة أثبتت أن الرجل وحكومته لا يهتمان بالمصالح العليا للشعب”؛ كما قال.
ونبه إلى أن الوضع الاقتصادي للبلد “مهدد بالمجاعة وارتفاع الأسعار وغياب الحكومة”؛ بحسب تعبيره.