أكد ملعينين ولد بادي؛ أمين عام سابق للجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد، أن الجيش المالي وما وصفها بالميليشيات التابعة له “يرتكب المجازر في مدن وقرى وأرياف أزواد، وكأنه يقوم بحرب تطهيرية تمارس ضد سكان الإقليم من عرب وطوارق وإفلان”.
وقال ولد بادي؛ في تصريح لصحراء ميديا، إن شعب أزواد يتعرض الآن “لمحن متعددة”، موضحا أنها تتمثل في “تخلي الإخوة في اتحاد المغرب العربي عنه وعن قضيته، وتخلي الدولة المالية عن هذا الشعب الذي يعتبر أحد مكونات الدولة، سواء تعلق الأمر بالمنشآت الاقتصادية أو البنى التحتية في مجالات التعليم والصحة، وكذلك استغلال الإرهابيين لجهل هذا الشعب وعزلته وتخلي الأشقاء عنه ليورطوه في أمور لا ناقة له فيها ولا جمل، حيث أصبح المسلحون يختطفون الرهائن ويذهبون بهم إلى منطقة أزواد ويتلقون أموالا لفديتهم من الغرب”.
ونبه ولد بادي؛ وهو منسق عام مؤتمر (أنبيكت لحواش) لعرب أزواد، إلى أن الجيش المالي وميليشياته لم يكتفوا بقتل الأهالي، “بل تجاوزوا ذلك إلى حرق التراث والقضاء على ذاكرة أزواد العربية الإسلامية التي امتدت لسبعة قرون من الزمن”، مضيفا أن الإقليم “كان قبلة للعلماء والباحثين والدعاة لما يزخر به من مكنونات علمية عربية وإسلامية”.
وقال إن إحراق مكتبة أحمد بابه التمبكتي، التي كانت نموذجا في العطاء العلمي. “يعتبر جريمة في حق الإنسانية”، مناشدا اليونيسكو التدخل “لحماية التراث الأزوادي من الضياع”.
ولفت الانتباه إلى أن سكان أزواد هاجروا “بعد أن نهبت ممتلكاتهم، ومورست بحقهم صنوف الدمار على يد المسلحين الإسلاميين من جهة والدولة المالية من جهة أخرى”، مؤكدا أنهم “أصبحوا مشردين في دول الجوار وخاصة موريتانيا التي استقبلت 200 ألف لاجئ”.
ووجه ولد بادي نداء استغاثة للدول الإسلامية والعربية “لمد يد العون لأزواد ووقف ما يتعرض له من محن”؛ على حد وصفه.