مهرجان نواذيبو : فصل جديد.. من معركة متواصلة
صحراء ميديا ـ خاص
يوما واحدا بعد خرجة جماهيرية للمعارضة الموريتانية في العاصمة السياسية نواكشوط، اختار الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يرد على هجوم معارضيه في العاصمة الاقتصادية نواذيبو، في خطاب اعتبره مراقبون “الأقوى” منذ تنصيبه في الخامس أغسطس 2009.
الخطاب الذي استغرق زهاء المائة دقيقة، خصص في جانب كبير منه للهجوم على المعارضة، وللحديث عن “افتراءاتها” حول النشاط الحكومي، فيما خصصت المدينة المحتضنة بحيز معتبر منه.
فتح الرئيس الموريتاني النار بعنف على المعارضين، الذين قال إنهم بدؤوا يتأثرون بـ”ارتفاع الأسعار” لأنهم لم يكونوا يعرفون الأسعار، لأن حياتهم “تتحملها الدولة بصفة غير شرعية”.
واتهم الرئيس عزيز معارضيه بضيق الرؤية، و”سرقة الأفكار”، معددا ما قالوا إنها “مثالب” في نظامه، ومتهما إياهم بالشيخوخة وأنهم “سبب كل البلاوي” التي تعيشها موريتانيا، نتيجة “سوء تسييرهم”.
خطاب الرئيس، جاء في مستهل زيارة يقوم بها لولاية داخلت نواذيبو تدوم ثلاثة أيام، وسط حضوررسمي غير مسبوق، ويدشن خلال مقامه بالولاية تجمعا سكنيا جديدا في بلدة “الشامي” في منتصف الطريق بين عاصمتي البلاد الاقتصادية والسياسية.
الأرقام لم تغب عن “مرافعة” الرئيس عزيز، حيث قدم ما قال إنه حصيلة الجباية الضريبية خلال السنوات الماضية، حيث قال إنها كانت في سنة 2006 حوالي 96 مليار أوقية، فيما وصلت سنة 2008 إلى 114 مليار أوقية، وسنة 2010 وصلت إلى 155 مليار أوقية، أما في سنة 2011 فقد وصلت إلى 183.7 مليار أوقية.
الناتج الفردي الخام، حسب عزيز، وصل سنة 2006 إلى 908 دولار، بينما وصل في سنة 2008 إلى 1086 دولار، وفي سنة 2010 وصل إلى 1091 دولار، ليصل خلال سنة 2011 إلى 1177 دولار.
مقارنة فهم منها مراقبون، توجيه ضربة إلى غريم الرئيس عزيز الجديد، اعل ولد محمد فال، الرئيس الأسبق، الذي كان يدير البلاد حينها.
اعل، كان آخر القادمين إلى منسقية المعارضة من رفاق السلاح، وهاجم الرئيس عزيز أول أمس ونعته بمن “قاد تمردا عسكريا على رئيس منتخب”.
خلال خطاب الرئيس، كان مواطنون يقاطعون الرجل، ويطالبونه بحل بعض المشاكل، فيضطر إلى أن يطلب منهم أن “ينصتوا” فسوف “يفرد فقرة للموضوع”.
حطمت الجماهير التي اندفعت إلى الرئيس، عند وصوله للمنصة، الحواجز الحديدة، التي كانت موضوعة حول المنصة، وهو ما جعله يلتحم مباشرة بالمواطنين، ليغيب عن كاميرات التلفزيون الوطني، التي بقيت تصور حشود المواطنين.
ارتفعت صيحات خلال المهرجان الخطابي للرئيس بمطالب اجتماعية من قبيل “تخفيض الأسعار” و”توزيع الأراضي” على ساكني العشوائيات، وكان الرئيس أحيانا يجيب على هتافات المواطنين.
يرى مناصرو الرئيس عزيز أنه”فند” في خرجته الخطابية في العاصمة الاقتصادية “مزاعم” المعارضة الراديكالية، التي خرجت في نواكشوط، مطالبة الرجل بحزم حقائبه والرحيل عن السلطة.
عزيز نعت المعارضين ب”الثوار العجائز” الذين لا يقوون على الوقوف معتمدين على أنفسهم، واتهمهم بأنهم “أصحاب لحى طويلة وكذابون”، في حين أنه هو “حليق ولا يكذب”، قائلا إن الشباب كانوا وقود الثورات، وداعيا الشباب إلى المشاركة الفعالة في كل المناسبات الانتخابية.
ومن المؤكد أن للمعارضة ردها في أتون موسم سياسي موريتاني حافل بالاتهامات والاتهامات المضادة، يبقى الموريتانيون مشدودين لفصوله اللاحقة.