الرئيس الموريتاني يؤكد أن العملية استهدفت “القاعدة” وينفي أي حوار مع “الإرهابيين”
خاص – صحراء ميديا
في خضم تنظيم المعارضة الموريتانية لـ”مسيرة الرحيل” يوم أول أمس الاثنين 12 مارس فضلت السلطات الأمنية الموريتانية تسريب خبر حول عملية “عسكرية ناجحة” قام بها الطيران الموريتاني في ضواحي مدينة تومبكتو المالية.
وأثناء “المهرجان الرئاسي” الذي نظمته الأغلبية الحاكمة بمدينة نواذيبو يوم أمس الثلاثاء فضل الرئيس الموريتاني أن يؤكد تلك العملية، وأن يعتبرها دليلاً على عدم تفاوضه مع القاعدة حين تتبع الطيران العسكري الكتيبة التي استلمت الأزوادي وقصفها.
وبين هذا وذاك تضاربت الأنباء حول حصيلة العملية، فالأنباء الواردة من مالي تتحدث عن استهداف الجيش الموريتاني “مجدداً” للمدنيين، نافية بشكل قاطع علاقة “السيارة المستهدفة” بتنظيم القاعدة، فيما تؤكد الرواية الموريتانية أن المستهدف كان “قافلة من السيارات” تابعة للقاعدة.
مصادر صحراء ميديا بشمال مالي أكدت أن السيارات التي استهدفها القصف كانت تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، مؤكدة أن الشخص المصاب الذي تم نقله إلى مستشفى تومبكتو هو سائق كانت تستأجره القاعدة في رحلاتها الصحراوية الشاقة.
عملية عسكرية ذات طابع سياسي..
على الرغم من كل ذلك تبقى العملية -بعيدا عن طابعها العسكري الخاص- رسالة سياسية واضحة أراد النظام الموريتاني أن ينفي من خلالها أنه تفاوض مع القاعدة بعد يوم واحد من تحرير الدركي الموريتاني اعل ولد المختار مقابل عبد الرحمن الأزوادي المتهم بالتخابر مع القاعدة في عملية تمت “بدون وسيط” بين الجيش الموريتاني والقاعدة.
الرئيس الموريتاني كان منفعلاً حين تحدث عن تحرير الدركي الموريتاني، حيث نفى بشدة “وجود أي مفاوضات مع القاعدة سواء من طرفه هو شخصيا أو من طرف نظامه أو جيشه”، وأشار إلى الأمر بأنه مجرد “استبدال” للدركي بالأزوادي الذي وصفه بأنه “شخص مجرم كان يعمل مخبرا للإرهابيين في النعمة”.
ولكنه لم يترك الفرصة تمر قبل أن يقول إن الطيران العسكري الموريتاني تعقب وقصف “المجموعة الإرهابية” التي استلمت الأزوادي بدل الدركي الذي كانت تحتجزه منذ عدة أشهر، متحاشيا الحديث عن تفاصيل العملية ولا حصيلتها التي ما تزال إلى حد الآن غامضة.
الحصيلة بين روايتين..
المصادر العسكرية الموريتانية التي سربت الخبر بعد مرور 24 ساعة، قالت إن العملية انطلقت عند الساعة 17 مساءً يوم الأحد 11 مارس، وكانت من تنفيذ طائرتين مقاتلتين موريتانيتين أقلعتا من القاعدة العسكرية الموريتانية الموجودة بمدينة النعمة شرق موريتانيا.
هدف العملية كتيبة من سرية الفرقان كانت تحتجز الدركي الموريتاني اعل ولد المختار قبل أن تحرره وتستلم بدلا عنه عبد الرحمن الأزوادي وتعود إلى قواعدها بقيادة زعيمها يحي أبو الهمام الذي تمكن من النجاة من قصف الطائرات الموريتانية.
ولكن نفس المصادر أكدت أن حصيلة العملية ما تزال “غير واضحة”، فيما أكدت مصادر عسكرية مالية أن عنصرين من القاعدة أصيبا في العملية كما تحطمت أربع سيارات تابعة للتنظيم.
أحد المصابين نقل إلى مستشفى تومبكتو حيث تلقى العلاج وتم حجزه للتحقيق معه حول انتمائه للقاعدة، فيما سبق وأن أكدت مصادر صحراء ميديا أنه عبارة عن سائق يعمل أجيرا لدى عناصر القاعدة.
أما في الجانب الآخر فترى السلطات المحلية على لسان عمدة بلدية السلام محمد الطاهر ولد الحاج أن العملية استهدفت “سيارة مدنية” يملكها تجار كانوا يجلبون الحنطة للسوق الأسبوعي بمدينة الطوال، 65 كلم شمال مدينة تومبكتو، وقد كانوا في طريق عودتهم إلى تومبكتو حين قصفتهم الطائرات الموريتانية، نافيا أي علاقة للسيارة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وأكد العمدة أن العملية أسفرت عن إصابة رجل وامرأة إصابات خفيفة، الرجل الذي يمت بصلة قربى للعمدة تم نقله إلى مستشفى تومبكتو لتلقي العلاج، فيما أعيدت السيدة المصابة في رجلها إلى قرية الطوال.
السلطات المحلية في تعليقاتها على العملية كانت تستحضر معارك حاسي سيدي سبتمبر 2010، التي خاضها الجيش الموريتاني ضد عناصر القاعدة، وقصف خلالها الطيران الموريتاني مدنيين ماليين بالخطأ.