تواصل الرفض الداخلي والخارجي للإطاحة بتوماني توري
قالت الحكومة التونسية إن كانب الدولة لدي وزير الخارجية المكلف بالشؤون العربية والإفريقية عبد الله التريكي، “عالق” في باماكو، التي وصل إليها قبل تنفيذ الانقلاب العسكري في مالي. وكان الوزير التونسي يشارك في مالي في اجتماع لمجلس الأمن والسلم الإفريقي، التأم هناك الأسبوع الماضي.
وتسود العاصمة المالية باماكو أجواء من الفوضى، عقب انقلاب عسكري قام به ضباط صغار الخميس الماضي، هب جنود محطات بنزين وسرقوا سيارات في العاصمة، فيما سرت شائعات بقرب وقوع انقلاب مضاد من جانب الموالين للرئيس أمادو توماني توري، وأن الكابتن أمادو سانوجو، الذي عين زعيما للانقلاب قد قتل، لكن التليفزيون الرسمي نفى ذلك.
وقال سكان في باماكو إن عمليات النهب تسببت في نقص وفي ارتفاع أسعار البنزين إلى الضعفين لأكثر من 1300 فرنك أفريقي (2.60 دولار) للتر الواحد في غضون 24 ساعة تقريبا.
وقال بيان لقادة الانقلاب موجه للشعب المالي: «نطمئنكم على أن كل شيء على ما يرام، ندعوكم لممارسة حياتكم اليومية كالمعتاد»، ثم ظهر سانوجو فيما بعد في نشرة الأخبار المسائية، ولكن لم يتضح موعد تصوير هذه المشاهد.
وعلى الرغم من إغلاق معظم المتاجر ومحطات البنزين والشركات غامر بعض السكان للخروج بحثا عن الضروريات، ثم وجه سانوجو نداء بوقف عمليات النهب، حيث أصبحت الشوارع اهدأ، وشوهد جنود يلقون القبض عند أحد المخازن على مجموعة مؤلفة من 20 مدنيا كانوا ينهبون سلعا.
من ناحية أخرى أصدرت عشرة أحزاب، بينها أكبر حزب في البرلمان، بيانا مشتركا يدين الموقعون عليه «الاستيلاء على السلطة بالقوة والذي يعد انتكاسة كبيرة للديمقراطية».
وسعى زعماء الانقلاب للاستفادة من السخط الشعبي بسبب تعامل توري مع تمرد يشنه الطوارق في الشمال، لكنهم بدوا معزولين حين أدان ائتلاف من الأحزاب الانقلاب ودعا إلى انتخابات جديدة، وقبل الانقلاب كانت الانتخابات مقررة في أبريل المقبل.
وقالت مصادر إن متمردي الطوارق في شمال مالي زحفوا صوب الجنوب لاحتلال المواقع التي جلت عنها القوات الحكومية، وذلك في محاولة للاستفادة من الاضطرابات في العاصمة البعيدة، فيما أكد سانوجو أنه مستعد للتفاوض مع المتمردين لكن هدفه هو الحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
في سياق متصل أكد الاتحاد الأفريقي أن لديه تأكيدات على أن الرئيس توري في أمان، وقال جون بينج، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي: «علمنا أن الرئيس بخير في حماية عدد من الموالين له، وأن الرئيس موجود في مالي بالتأكيد، وأنه ليس بعيدا عن العاصمة باماكو».