اتهمت نظام ولد عبد العزيز بأنه “هو من دبر و رعى وروج في وسائل إعلام الدولة لهذا العمل السخيف”
نواكشوط ـ محمد ولد زين
أحرق بيرام وحركته “ايرا” غير المرخصة؛ بعضا من المتون الشرعية التي خبرها الموريتانيون كابرا عن كابر؛ فارتبك السياسيون ساعات قبل أن تتقاطر بياناتهم الشاجبة لما بات يعرف بـ”محرقة الرياض”.
في اليوم الموالي؛ خرج طلاب المحاظر وعامة الناس من المساجد متجهين صوب القصر الرئاسي؛ ليستقبلهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز بثياب غير رسمية وعمامة؛ ويؤكد للغاضبين أن “الجاني سينال الجزاء الأوفى”؛ وتفرقت الجموع؛ عندها تساءل البعض عن تأثيرات هذا الحدث الذي سيشغل الإعلام أياما قادمة على ما تسميه المعارضة “أجندة فرض رحيل النظام”، قبيل أيام معدودات من موعد المسيرة الكبرى و”اعتصام الرحيل”؟
استغرب محللون توقيت إحراق المتون الشرعية؛ وذهب البعض إلى نعت الدولة بالوقوف وراءه والترويج له عبر وسائل إعلامها؛ فيما رأى آخرون فيه طوق نجاة استقوى به النظام ضمن ما تسميه الأغلبية “مجابهة التشويه الذي تنتهجه المعارضة”.
عبد الرحمن ولد محمد الشيخ؛ نائب رئيس حزب طلائع قوى التغيير الديمقراطي المعارض في موريتانيا؛ والذي يتولى حزبه الرئاسة الدورية لمنسقية المعارضة؛ أكد أن فعلة بيرام تأتي في توقيت “يثير الكثير من الشكوك حول أهدافها الحقيقية”؛ كما يثير الكثير التساؤلات حول القضية الأساسية التي” تتخذ غطاء أو شعارا لهذه الفعلة”؛ وفق تعبيره.
وشدد ولد محمد الشيخ؛ في تصريح لصحراء ميديا؛ أن هذا الحدث “لن يؤثر على أجندة المنسقية وهي ماضية بعزم في تنفيذ برنامجها المصادق عليه من طرف الأحزاب المنضوية تحت لوائها”، قائلا إن تظاهرة 02 مايو المقبل ستشكل “مرحلة نوعية في خيار النضال من أجل رحيل ولد عبد العزيز عن السلطة”؛ بحسب قوله.
وأضاف نائب رئيس حزب الطلائع؛ أن ما ما وصفه بالتطبيل والدعاية الإعلامية التي رافقت هذه الفعلة من طرف الأجهزة الإعلامية للدولة “أكدت مدى إفلاس النظام وارتباكه في وجه التظاهرة التي ستنظم في الثاني من مايو”؛ مشيرا إلى ما عبر عنه بفشل النظام في الربط بين هذه “العملية المعزولة والبرنامج المدروس الذي تتتبعه المعارضة”؛ على حد وصفه.
واستنكر ولد محمد الشيخ؛ هذه الفعلة مسجلا إدانة منسقية المعارضة لها؛ معتبرا أنها “غير مقبولة يعاقبها الدستور وتشكل مساسا وتحديا لمشاعر المسلمين والموريتانيين خاصة”؛ مؤكدا أن المنسقية تؤكد “تشبثها المبدئي” بالدفاع عن قضايا المحرومين والمهمشين والمظلومين، ولكن بـ”الطرق والأساليب المدنية التي تحترم المشاعر والقوانين”.
وخلص عبد الرحمن ولد محمد الشيخ؛ إلى أن الشعب الموريتاني سيميز بين من يريدون حقا الدفاع عن المستضعفين وإحقاق حقوق المظلومين؛ وإزالة مخلفات العبودية، ومن “يستغلون مآسي الآخرين من أجل الاستفزاز وإثارة النعرات من جهة والدعاية السياسية الفاشلة ضد المعارضين من جهة أخرى”.
الدين أولا
واعتبر حمدي ولد محمد عالي؛ إطار، أن الحراك الذي خلفته فعلة بيرام لديه تأثيران على منسيقة المعارضة؛ أولا على الإسلاميين بوصفهم حزبا إسلاميا ينطلق من خيارات إسلامية؛ و”قد خذلوا المسلمين جراء فعلة ايرا”؛ بحسب تعبيره.
أما التأثير الثاني؛ فهو أن العملية لها “تداعيات سلبية على اعتصام المعارضة في الثاني مايو القادم؛ لان الأمة مجروحة في مشاعرها”.
ومن جهته أكد اطول عمرو ولد إبراهيم؛ حمال بسوق العاصمة؛ أن ما قامت به مجموعة “ايرا” سيكون له تأثير على التصعيد الذي تقوم المعارضة؛ لأن الشعب الآن منشغل في “قضاياه المصيرية خاصة عقيدته التي ديست وليس مستعدا على الأقل في الأيام والأسابيع القادمة للدخول في مهاترات سياسية”؛ على حد وصفه.
وشدد ولد إبراهيم؛ على أنهم كمواطنين بسطاء، ويعتقد ان الكثيرين يشاطروه الرأي؛ “مازلنا مصعوقين من فعلة بيرام.. ونحتاج إلى وقت لاستعادة توازننا النفسي”.
أما مريم منت فال؛ باعة ملاحف بسوق العاصمة؛ فقالت إنها تنصح المعارضة بـ”الانضمام إلى الشارع والتنديد بما فعله بيرام وحركة ايرا المتطرفة”؛ وفق قولها.
وأكدت منت فال؛ أنه اذا كانت المعارضة تلامس هموم المواطنين عليها أن تسير في خياره الحالي؛ لان الشعب ينحصر اهتمامه بـ”طريقة تعاقب بها هذه الحركة العنصرية التي كشفت عن نواياها الحقيقية؛ أما غير هذا فيعتبر مضيعة للوقت ونوع من العمل السياسي غير المبرر”؛ بحسب تعبيرها.
المنسقية تدين
وفي بيان نشر اليوم باسم منسقية أحزاب المعارضة؛ توصلت به صحراء ميديا، اعتٌبرت عملية إحراق كتب المذهب المالكي، “خطوة مستهترة بمشاعر الشعب الموريتاني و منافية لقيمه و تعاليم دينه الحنيف”.
وأعربت المنسقية عن استهجانها لما وصفته بالتصرف الطائش “الذي لا يخدم أية قضية من قضايا البلد”، منددة “بهذا العمل، ومعلنة أنه “لا يمت بأية صلة للحراك المعارض ولا للقضايا السامية التي تناضل المنسقية والأحزاب المنضوية تحت لوائها من أجلها”.
وطالبت منسقية المعارضة “مرتكبي هذا العمل المشين بالاعتذار عنه للشعب الموريتاني وعن الأفكار المريضة التي دفعتهم إليه”، متهمة نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأنه “هو من دبر و رعى و روج في وسائل إعلام الدولة لهذا العمل السخيف”؛ بحسب تعبيرها
وطالبت بإنزال أقسى العقوبات بمن ارتكب هذا الفعل “الغريب على شعبنا والخطير على ديننا الحنيف، مصدر تماسكنا وحاضن تنوعنا الثقافي وأساس وحدتنا الوطنية”؛ على حد وصف البيان.