عمال سنغاليون وماليون من “تنسيقية الهجرة” يشاركون في مسيرة العمال الموريتانيين بنواكشوط
نظمت مركزيتان نقابيتان صباح اليوم الثلاثاء مسيرة انطلقت من ملتقى طرق (BMD) متوجهة نحو الساحة الواقعة قبالة دار الشباب الجديدة، حيث نظموا مهرجاناً عمالياً مشتركاً رفعوا خلاله شعارات “نعم لتسوية وضعية جميع العمال”، و”سلامة الأشخاص والممتلكات والتنمية المستدامة هدفنا”.
وقال محمد ولد محمد الأمين الملقب (النهاه)، الأمين العام للكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا، إن “المسيرة ليست تخليداً لفاتح مايو بقدر ما هي وقوف على أوضاع العمال”، مؤكداً أن “المطلب الوحيد لدى العمال هو إجراء حوار مفتوح مع العمال من أجل حل جميع مشاكلهم”.
وقال النهاه في حديثه أمام العمال إنه “إذا لم يتم تنظيم هذا الحوار فإنهم سينظمون إضراباً عاماً حتى تتحقق جميع مطالبهم”، مشيراً إلى أن “حقوق العمال منتهكة على جميع الأصعدة، فلا توجد أي شركة تقوم بالواجب تجاه عمالها”.
وواصل النهاه “لقد طرحنا عريضة مطلبية العام الماضي على السلطات ولم تجد من التجاوب إلا التجاهل والتجاهل والتجاهل..!!”، مضيفاً “لقد أقصونا من إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومن إدارة الصندوق الوطني للشغل”، مؤكداً أنه حتى بوجود هذين الصندوقين لم يكونوا قادرين على التأثير، وفق تعبيره.
ووجه النهاه انتقادات شديدة اللهجة إلى من وصفهم بأنهم “العسكر الذين يحكمون”، مضيفاً أنهم “ما يزالون يتذوقون طعم الحكم في البلد ولا يشركون الشعب في خيراته”، حسب تعبيره.
كما انتقد راتب الرئيس الموريتاني الذي قال إنه يصل إلى سبعة ملايين أوقية في حين يصل الحد الأدنى للأجور لثلاثين ألف أوقية و”الفرق بين الراتبين هو نسبة الغبن الممارس ضد العمال”، وفق تعبيره.
وفي نفس المهرجان العمالي قال محمد أحمد ولد السالك، الأمين العام للكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية، إن “عيد العمال صادف لحظة نفاد صبر العمال”، مشيراً إلى أن “الهدف الأساسي من المسيرة هو فتح مفاوضات مباشرة مع العمال لتسوية وضعية جميع العمال في البلاد”.
وأضاف أن المسيرة “لا تهدف للظهور في التلفزيون وليست من أجل اكتساح الساحة العمالية”، مؤكداً أنه “إذا لم تفتح مفاوضات مع العمال ستكون هنالك أنشطة جديدة لم يسبق لها مثيل وستشكل العمل في كافة أرجاء الوطن”، حسب تعبيره.
حضور
العمال الأجانب..
هذا وقد شارك في المسيرة عشرات من العمال الأجانب، أغلبهم سنغاليات وماليات قمن برفع أعلام بلدانهن أثناء المسيرة، وذلك في إطار ما يعرف بـ”تنسيقية الهجرة” المنضوية في إطار المركزيات النقابية الموريتانية.
وقالت مصادر نقابية إن العمال الأجانب يدافعون عن حقوقهم عن طريق تنسيقية الهجرة المنضوية في إطار النقابات العمالية الموريتانية المسؤولة عن حماية حقوق العمال، وهو ما يتمتع به العمال الموريتانيون في السنغال وغيرها من الدول الأخرى.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن عددا من العمال الأجانب تم ترحيلهم من طرف السلطات الموريتانية على خلفية عدم تصحيح وضعياتهم القانونية، مما أثار مخاوف الكثير من الأجانب العاملين في موريتانيا.