تحميل الشاحنة تم في نواذيبو قبل أن يتم إيقافها عند لعوينات غير بعيد من الحدود
النعمة ـ الرجل بن عمر
تمكنت عناصر من قوات الدرك الموريتاني المتمركزة بمقاطعة تمبدغه؛ شرقي موريتانيا؛ من ضبط شاحنة نقل تحمل على متنها حوالي 4 أطنان من المخدرات والحشيش الإفريقي، وحسب مصادر أمنية فإن الشاحنة كانت متوجهة نحو شمال مالي.
وقال مصدر شديد الإطلاع لصحراء ميديا إن العملية جاءت بعد سلسلة تنسيقات أمنية عالية السرية بين مختلف الهيئات الأمنية الموريتانية؛ تبادلت خلالها قيادات الدرك والشرطة أغلب التفاصيل لغاية توقيفها مساء أمس الخميس.
وكانت الشاحنة التي تصل حمولتها لحوالي 20 طن، تحمل 3 أطنان و700 كلغ من الحشيش الإفريقي المخدر، هذا إلى جانب حمولتها الأساسية من مواد البناء ومعدات وعدد من التجهيزات المنزلية التي عبئت بها من العاصمة الاقتصادية نواذيبو؛ شمالي موريتانيا، على يد عصابة يترأسها مطلوب لدى الأمن الموريتاني يحمل الجنسية المغربية.
وأضاف المصدر الذي فضل حجب هويته إن “الشاحنة كانت متجهة إلى تمبكتو؛ حيث تتمركز قوات تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، مضيفا بأنه “كان من المتوقع أن تحط حمولتها هناك”.
وقال المصدر إن “الشاحنة ظلت تحت متابعة أمنية مشددة تناوبت عليها وحدات من الدرك والشرطة؛ في محاولة لكسب مزيد من الوقت لصالح جهاز مكافحة المخدرات بالعاصمة نواكشوط؛ والذي كان يتعقب بدوره أفراد الشبكة الإجرامية المتهمة بالوقوف وراء علمية التهريب عبر الصحراء الكبرى”، وفق تعبيره.
وأكد أنه “بعد أن تمكن جهاز الأمن من تحديد أغلب الناشطين بالشبكة الإجرامية؛ صدرت الأوامر بضبط الشاحنة التي باتت على مشارف مدينة لعيونات؛ شرقي النعمة؛ ليجدوا المخدرات مخفية تحت حمولة 20 طن من المواد الثقيلة”، مؤكدا أن هذا “تزامن مع عمليات توقيف أغلب أعضاء الشبكة الإجرامية التي تواصلت لغاية ظهر اليوم الجمعة بالعاصمة نواكشوط”، على حد تعبيره.
وفي هذه الأثناء فقد واجهت قوات الدرك التي تؤمن الحمولة صعوبات في تحديد نوعية المخدرات المشبوهة والتي تعيدها مصادر مطلعة لصنف الحشيش الإفريقي؛ فيما تتكتم قيادة الدرك على جميع تفاصيل العملية التي يلفها الغموض في انتظار إرسال عينات للفحص المخبري بالعاصمة نواكشوط.
هذا وكانت التحريات الأولية التي أجرتها قوات الدرك أكدت عدم إنزال أي جزء من الحمولة أثناء نقلها على متن الشاحنة؛ خاصة بعد المعاينة التي أجراها عثمان ولد اليماني، وكيل الجمهورية لولاية الحوض الشرقي، شرقي موريتانيا، صباح اليوم الجمعة.
ويرجع بعض المراقبين هذه العملية إلى إغلاق أغلب المنافذ الحدودية بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو، مما جعل أعضاء الشبكة الإجرامية الناشطة بالمجال يلجأون للتهريب عبر الصحراء الكبرى؛ حيث تسيطر كتائب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي المتهمة بالتعامل مع شبكات التهريب بشمال مالي.