وكالة “سانا” تستذكر أيام ” الناهة” في دمشق.. رفقة بشار الأسد
عادت الناهة بنت مكناس على رأس الدبلوماسية الموريتانية، وزيرة للخارجية والتعاون لتوقع اتفاقا مع علي سعيدلو رئيس الوفد الرسمي الايراني الذي زار نواكشوط، و نائب الرئيس الإيراني للشؤون الدولية. بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن نظيرتها الإيرانية “إرنا” قولها إن سعيدلو قال “خلال لقائه وزيرة خارجية موريتانيا الناهة بنت مكناس” في نواكشوط إن حل الأزمة التي تمر بها سوريا يكون عبر الحوار الوطني مؤكدا رفض بلاده لأي تدخل خارجي في شؤون سوريا الداخلية واصفا عمليات تهريب الأسلحة والتمويل التي تقوم بها بعض الجهات العربية والأجنبية بأنها خطوة شيطانية.
واسترسلت وكالة “سانا” في تفاصيل زيارة المسؤول الإيراني والوفد المرافق له إلى موريتانيا، وتصريحاته ذات الطابع السياسي تحديداً.
قبل أن تصل للقول إن وزيرة الخارجية الموريتانية أعربت بدورها عن تقديرها لدور ومواقف إيران حيال التطورات الإقليمية والدولية في المحافل الدولية والإسلامية معتبرة أن دعم إيران للعدالة على صعيد العالم مبعث فخر واعتزاز الدول الإسلامية.
وجاء في برقية سانا (وقالت.. إن بلادها تأمل بتعزيز وتطوير العلاقات مع إيران وتعتبر أن منطق إيران الدبلوماسي منطق الإخلاص مشيرة إلى أن لدى موريتانيا وجهات نظر مشتركة مع إيران في القضايا الإقليمية والدولية).
الناهة..وسوريا
ورغم أن الناهه بنت مكناس أقيلت بشكل مفاجئ من منصبها يوم 22 مارس الماضي وخرجت بموجب تعديل وزاري جزئي تشكيلة الحكومة الموريتانية، إلا أن لها مكانة خاصة في العاصمة السورية، حيث زارتها مرتين على الأقل التقت خلالها الرئيس بشار الأسد وسط أجواء تقارب غير مسبوق بين موريتانيا وسوريا بدأت تلوح في الأفق منذ نهاية 2007 وتبلورت مع وصول محمد ولد عبد العزيز للسلطة صيف العام 2008 وتوجهه لما يصنف أمريكياً بأنه “محور شر”.
وكانت سوريا من آخر إن لم تكن آخر دولة تزورها بنت مكناس قبل إقالتها حيث استقبلها الأسد في 5 مارس الماضي، سلمته رسالة من الرئيس الموريتاني بعد نحو شهر من تلقي ولد عبد العزيز رسالة من الأسد حول العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التضامن العربي نقلها نائبه فاروق الشرع على رأس وفد رفيع.
وتنظر سوريا بعين الرضا عن التقارب الموريتاني الإيراني اللافت، خصوصا وأن موريتانيا من بين الدول العربية القليلة التي حسنت علاقاتها مع دمشق في الفترة الأخيرة، بل و وقفت إلى جانبها حيث زارها الوزير الأول الموريتاني مولاي ولد محمد الأغظف ليعرب عن تضامن الحكومة الموريتانية مع نظيرتها السورية في الأزمة التي عرفتها مع انطلاق ما يعرف بـ”الربيع العربي”.
ولازالت كلمات بنت مكناس تتردد في غرف الأخبار بدمشق كلما ذكر اسم “موريتانيا” حيث قالت في زيارتها الأولى لسوريا :” إن هذه الزيارة تعكس إرادة قيادتي البلدين الشقيقين في توطيد العلاقات الثنائية بما يخدم مصلحة الشعبين ويعود بالخير عليهما، ونحن مهتمون بتطبيق هذه الإرادة على أرض الواقع”.
لكن الواقع اليوم يقول إن بنت مكناس لم تعد وزير للخارجية، وفقدت مقعدها في البرلمان، وباتت متفرغة لإدارة حزبها الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الذي ورثته عن والدها السياسي البارز، و وزير الخارجية الموريتانية لعشر سنوات المرحوم حمدي ولد مكناس. غير أن موريتانيا لم تعد تعيش زمن دبلوماسية ولد مكناس الهادئة، حيث تعاقب 8 وزراء على حقيبة وزارة الخارجية منذ العام 2005.