قال إن مذكرة التوقيف أصدرت في حق ثلاثة معارضين في إفريقيا وصلوا إلى رئاسة بلدانهم
أكد المصطفى ولد الامام الشافعي؛ رجل الأعمال والمعارض الموريتاني، أن مذكرة التوقيف التي أصدرت في حقه هي “محاولة لتخويفه”، مضيفاً أنها “غير مؤثرة ولا تشكل أي تهديد على أنشطتي، وكنت في مالي عندما تم إصدارها والآن أنا موجود في بوركينافاسو، وسأواصل التحرك بحرية”.
ولد الامام الشافعي الذي كان يتحدث في مقابلة مطولة مع صحيفة “جون أفريك” الناطقة بالفرنسية، أضاف بأن هذه “طريقة قديمة تستخدمها الأنظمة الدكتاتورية في تشويه الخصوم”.
وأشار إلى التهم التي وجهت إلى منصف المرزوقي قبل أن يصبح رئيسا لتونس، والمذكرة التي أصدرت في حق الرئيس الإفواري الحالي الحسن واتارا سنة 1999، وهو نفس ما تعرض له رئيس النيجر الحالي محمدو يوسوفو على يد نظام الرئيس السابق مامادو تيندجان.
إلا أن ولد الامام الشافعي نفى أن تكون لديه أي “طموحات سياسية” في موريتانيا، معتبرا أن الأوضاع فيها “تتدهور يوما بعد يوم”، وأنه على الموريتانيين تحمل مسؤولياتهم تجاه البلاد بشكل سلمي، على حد تعبيره.
ووجه ولد الامام الشافعي انتقادات شديدة إلى السياسية الأمنية التي يعتمدها نظام ولد عبد العزيز، مشيرا إلى أنها “تنقصها الحكمة والاستراتيجية المتماسكة والفعالة”، معتبرا أن الموريتانيين أصبحوا يحنون إلى الأمن الذي كانوا يتمتعون به إبان حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد ولد الطائع.
وقال ولد الامام الشافعي إن “قبائل شمال مالي كانت في السنوات الماضية تتعامل بشكل جيد مع الأمن الموريتاني فتبلغه بالمخاطر القادمة، أما اليوم فتبدل الوضع وأصبحت تخبر القاعدة بقدوم الجيش الموريتاني”، مضيفا بأن القاعدة كثيرا ما تمكنت من التعرف على عملاء المخابرات الموريتانية لتستجوبهم ثم تقتلهم.
وأكد أن القاعدة تخترق الجهاز الأمني الموريتاني، فيما لم يسبق أن تمكنت المخابرات من التعرف على أحد عملائها، وهو ما اعتبره ولد الامام الشافعي “خطيراً”، لأن أهم ما في أمن الدول هو جهاز استخبارات فعال، كما قال.
هذا وأكد ولد الامام الشافعي أن معارضته لولد عبد العزيز أبعدته عن العقيد الليبي معمر القذافي، مضيفاً بأن القذافي سبق وأن أرسل إليه مبعوثين من أجل إقناعه بالعودة إلى المفاوضات مع عزيز وهو ما رفضه.
كما أكد أن ولد عبد العزيز سبق وأن قدم إليه عروضا بأموال ومناصب مقابل دعمه، وقال إن الأمر بدأ عندما أرسل إليه نائباً برلمانياً وأحد الوزراء بالعاصمة البوركينابية وقدموا له عروضا مادية ومناصب، وأكد أن العروض تتابعت بعد ذلك حيث كان آخرها منذ أسابيع عن طريق رجال أعمال مقربين من عزيز جاؤوا لمقابلته بفندق سوفيتيل بالرباط.
وقال ولد الامام الشافعي “إنني كنت أرفض في كل مرة لأنني رجل مبادئ وأناضل فقط للدفاع عن قناعاتي، مهما كلفني ذلك”، مؤكدا أن هيئة دفاعه ستكشف عن الأدلة في الوقت المناسب.
واستغرب ولد الامام الشافعي اتهامه بالإرهاب حيث قال “كيف يمكنهم اتهامي بالإرهاب؟ لقد عملت لأشهر في مناخ غير مستقر وأوضاع أمنية صعبة، وواجهت مخاوف لا يمكن وصفها، من أجل الحفاظ على حياة الرهائن وهو ما تمكنت من تحقيقه”، مضيفاً “مساهمتي المتواضعة في تحرير هؤلاء الأبرياء المختطفين والمهددين بالموت، من خلال المخاطرة بحياتي، يجب أن تكون مصدر فخر وارتياح معنوي بدل التشهير”؛ على حد تعبيره.
ونفى ولد الشافعي بشدة أي علاقة له بقيادات القاعدة قائلاً “أأكد لكم أن هؤلاء الناس لا أصدقاء لهم، ولا مقربين، إنهم ضحوا بكل شيء: الشباب، العائلة، المتعة والراحة. إنهم يبحثون عن الموت ويضعون كل يوم حياتهم في الخطر فالموت في المعركة أو في عمليات انتحارية هو حلمهم”.