أعتقد أن الإجماع منعقد بموريتانيا على أن التعليم ببلدنا يحتاج إلى إصلاح جريئ، عاجل وطموح يعيد للمصادر البشرية الموريتانية ألقها وسمعتها الوطنية والعربية والإسلامية بالتميز العلمي، وللمدرسة الموريتانية دورها كمصنع للمواطنة الحقة والمواطن الصالح.
ولقد كان مترشح « المستقبل الآمن » محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزوانى واعيا بأن التعليم هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد الموريتاني كله فصدع يوم إعلان ترشحه فاتح مارس 2019 بأن التعليم سيكون سَنَامَ اهتماماته.
وتنفيذا لذلك الإعلان المبدئي فقد ورد صريحا فى ديباجة البرنامج الانتخابي أن تحقيق العدالة الاجتماعية ومناصرة الفئات المغبونة وإصلاح التعليم يشكلان أهم أولويات البرنامج الانتخابي الذي يتعهد المترشح غزوانى بتنفيذه حالَ نيله ثقة الشعب الموريتاني في اقتراع 22 يونيو.
كما وردت فى مَتْنِ البرنامج الانتخابي حزمة من التعهدات فى مجال التعليم تمثل حلولا طموحة وقابلة للتنفيذ لأهم المستعجلات التعليمية أذكر منها مثلا لا حصرا:
أولا- إنشاء سلطة عليا لضبط ومراقبة جودة التعليم: يتعهد غزواني ابتداء من العام الدراسي الذي لا تفصلنا عنه إلا أشهراً قليلة بإنشاء سلطة عليا لضبط ومراقبة جودة التعليم، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة قوية بالغة الدلالة والرمزية تدشن الطموح الجديد لإصلاح التعليم مع التركيز على كل ما من شأنه استعادة الثقة بالمدارس والثانويات والمدارس والمعاهد العليا والجامعات العمومية.
ثانيا- الزيادة المعتبرة لمخصص التعليم من الموازنة العامة للدولة، وفي هذا المجال تعهد المترشح غزوانى برفع مخصص التعليم من الموازنة العامة من 14 في المائة حاليا إلى نسبة 20 في المائة، أي ما قد يتراوح فى المتوسط ما بين 80 إلى 100 مليار أوقية قديمة سنويا وهو مبلغ يساوي متوسط الإنفاق العمومي على التعليم بالدول التي يحقق التعليم فيها نجاحات معتبرة.
ثالثا- القضاء التدريجي خلال الخمسية المقبلة على التعليم الخصوصي بالمرحلة الابتدائية: يجمع أهل هذا البلد متعدد الأعراق والأَلْسُنِ على الحاجة المستعجلة إلى تعليم ابتدائي تتساوى فى النفاذ إليه فرص كل الموريتانيين على اختلاف أعراقهم وألسنتهم ومناطق ميلادهم و « تفاضلهم فى الأرزاق » باعتبار المدرسة الابتدائية هي مصنع المواطنة وإعداد المواطن الصالح.
وتأسيسا على هذا الإجماع يتعهد غزوانى بالقضاء تدريجيا ابتداء من العام الدراسي المقبل 2020-2021 (ن+1،N+1) على التعليم الخصوصي بالمرحلة الابتدائية وحصريته على التعليم العمومي والعمومي فقط، الوحيد، المُوَّحَّدِ، المُوَّحِّدِ والنوعي لصالح الأجيال الموريتانية الواعدة.
رابعا- الزيادة المعتبرة لرواتب المعلمين والأساتذة: تعهد غزوانى ببرنامجه الانتخابي بالزيادة المعتبرة والمعتبرة جدا لرواتب المعلمين وباكتتاب 6000 معلم خلال الخمسية وبالعمل على استعادة المعلم لمكانته المعنوية والمادية المتناسبة مع رسالته التربوية النبيلة.
خامسا- توسيع نموذج « مؤسسات التميز » بكل المستويات الدراسية:
يتعهد البرنامج الانتخابي لغزوانى بمواصلة وتوسيع الجهود التي مكنت خلال السنوات الأخيرة من الحصول على مؤسسات تعليم متميز بكافة المستويات الدراسية الابتدائية، الثانوية والعليا والتي تبوأ التلاميذ والطلاب المتخرجون منها مكانة متقدمة بلوائح الناجحين ببعض الجامعات والمدارس العليا العريقة ببعض الدول الشقيقة أو الصديقة.
تلكم باختصار بعض التعهدات الواردة بالبرنامج الانتخابي للمترشح محمد ولد الغزوانى بخصوص إصلاح التعليم الذى ينبغي أن تتنافس البرامج الانتخابية الرئاسية فى الطموح الكبير لكن الواقعي والقابل للتنفيذ من أجل إصلاحه باعتباره « المصعد الاجتماعي والاقتصادي رقم 001 ».