فوفونا لصحراء ميديا: موريتانيا ستحتضن دورة 2014؛ وسط تعهد الأزهر بتدريس السوننكية للطلاب
سيلبابي ـ الرجل بن عمر.
دفعت الأوضاع الداخلية التي تعيشها موريتانيا؛ منظمي الدورة الثانية للمهرجان الدولي للسوننكيين الذي كان مقررا عقده بسيلبابي جنوبي موريتانيا إلى تنظيمه مؤخرا في مدينة “خاي” المالية.
وقال منسق الدورة من الجانب الموريتاني؛ يعقوب فوفونا، إن ظروف موريتانية خاصة، كانت السبب في عدم استقبال السلطات الموريتانية للدورة الحالية للمهرجان؛ “كما شكل التحضير لمهرجان المدن القديمة بوادان أحد أولويات الحكومية”.
وقال فوفونا في لقائه مع صحراء ميديا؛ إن الأوضاع المادية للقومية السوننكية في موريتانيا؛ ونقص الآليات التنظيمية واللوجستيكية كانت أسبابا إضافية في التراجع عن الدورة المنصرمة.
وكانت السلطات المالية قد قبلت باحتضان المهرجان الدولي، الذي تشارك فيه جميع القوميات السوننكية على مستوى العالم، ويتم تنظيمه بعضوية مالي والسنغال وموريتانيا وغامبيا وغينيا بساو وبنيه وممثلين عن الجاليات في فرنسا وأمريكا وإسبانيا وكندا ومصر؛ حيث يشكل ملتقى ثقافيا لكل سوننكيي العالم.
وتتويجا لتوصيات ملتقى “باكال” بالسنغال عام 1995 بهدف ربط الصلة بين السوننكيين حول العالم، سعي إحياء وتعزيز الثقافة واللغة السوننكية؛ خاصة بين الأجيال التي تولد في المهجر بعيدة عن أصولها في إفريقيا.
وبحسب يعقوب فوفونا؛ الذي يعمل رئيس كتلة الرابطة الموريتانية لترقية اللغات والثقافة السوننكية، فإن منظري القوميات السوننكية عبر العالم؛ يلاحقهم شبح اندثار لغتهم، بسبب هجر الأجيال المهاجرة لها وتخليها عن الكثير من المفردات والتعابير التي تظل جانب قوة في اللغة؛ بحسب وصفه.
فوفونا؛ لا يخفي قلقه من اندثار اللغة السوننكية بعد نصف قرن من الآن؛ لأنه بعد تلك الفترة ستفقد البشرية في المقابل أكثر من 50 لغة منطوقة عبر العالم.
وفي ذات السياق تندرج الدورة المنصرمة للمهرجان الدولي للسوننكين؛ الذي ثمن جهود موريتانيا في مجال توحيد وكتابة الأبجدية السوننكية، من خلال تجربة معهد اللغات الوطنية المنشأ عام 1979؛ في محاولة لوجود نظراء له في الدول الأعضاء؛ بدلا من الرابطات الدولية السوننكية، التي لا تلبي الغايات البحثية؛ وليست لها صفة رسمية.
هذا وشهدت الدورة الثانية من المهرجان مشاركة دولية ملفتة؛ أنعشتها وفود علمية من فرنسا وإسبانيا وأمريكا وكندا ومصر؛ التي تعهدت سلطات الأزهر فيها بتدريس اللغة السوننكية بالأزهر الشريف بدءا من السنة القادمة على غرار تدريس لغات كالهاوسا والماندنغا وبعض من اللغات الإفريقية والساحلية.
كما أشرفت سلطات الأزهر الشريف على نشر أول كتاب سوننكي عام 1970 وسمح لعدد من الطلاب بمواصلة دراساتهم العليا والبحث في مجالات اللسانيات والثقافة السوننكية، شأنها في ذلك شأن البحوث العلمية التي يقوم بها عدد آخر من الطلاب منذ 30 سنة بفرنسا كان من ثمرتها إطلاق إذاعة خاصة؛ ومساعي فتح مكتبة دولية تعنى بتطوير الثقافة واللغة السوننكية عبر العالم.
هذا وقد أشرف على انطلاقة النسخة الثانية من المهرجان والي مدينة”خاي” المالية، الجنرال محمدو ميكا وبحضور أمين عام وزارة الثقافة وتدريس اللغات بمالي، أنجاي آمادو، إلى جانب عدد من النواب والعمد ومسئولي السلطات الإدارية، كما ضم الوفد الموريتاني المشارك 130 عضوا من ولايات نواكشوط وكوركول وكيديماغا؛ وبمبلغ نقدي بقيمة مليون أفرانك إفريقي.