يحتدم التنافس بين عشرات المتنافسين في عدة فنون إبداعية.. ومن حولهم ينقسم جمهور نواكشوط
نواكشوط – صحراء ميديا
تعرف ليالي رمضان نواكشوط صراعا محتدما بين أنصار متسابقين في عدة برامج رمضانية تعتمد التصويت طريقا لتتويج الفائزين باللقب، وألقى الانقسام بظلاله على جلسات السمر الرمضاني وعلى النقاشات في سيارات الأجرة في العاصمة.
“المداح” .. “شاعر الرسول”.. “فارس الإنشاد”.. كلها تسميات لبرامج مسابقات تعتمد التصويت، وتنقيط لجان تحكيم مختصة، وتعتبر جزءا من المسطرة البرامجية للتلفزيون الموريتاني في رمضان الحالي.
في الساعات الأولى من الفجر ينهي فريق تصوير حلقات برنامج “المداح” تصوير حلقة منه، “المداح” يتنافس على حلبته مختصون في إحياء سهرات المديح الفلوكلوري، وهو أحد أكثر الفنون الشعبية جماهيرية.
أداء المداحين ألهب مدرجات دار الشباب القديمة في العاصمة نواكشوط، حيث يحضر كل ليلة جمهور متعطش لدعم “مداحه” المفضل.
وعلى الرغم من أن المداح دخل هذا العام في موسمه الثاني، غير أن حمى التنافس عليه لما تخب، حيث تحضر أحياء العاصمة والولايات الداخلية؛ كل على حده؛ لدعم أبنائها.
على الجانب الأخر يلتهب التنافس في قاعة مطعم “كابريكورن”، بين المنشدين ومشاريع المنشدين في موريتانيا، للفوز بشارة فارس الإنشاد الإسلامي في البلد.
داعمو المنشدين؛ يحجون هم الآخرون إلى المطعم الذي يقع في شمال العاصمة، البعيد عن مناطق تواجد غالبية ذواقة هذا الفن الحديث على طبلات آذان الموريتانيين.
“فارس الإنشاد” عكس “المداح” ما زال يخطو في عامه الأول، حيث يعتبر فن الإنشاد ميدانا بكرا على المسابقات الرمضانية.
ثالث برامج المسابقات، التي تجتذب اهتمام الشارع في نواكشوط، هو برنامج مسابقات شعري، يدخل هذا العام دورته الرابعة، أما مادته الخام؛ فهي مديح الجناب النبوي الشريف، ويتنافس الشعراء فيه على لقب “شاعر الرسول”.
جمهور موريتانيا الرمضاني منقسم على نفسه، ولكل في برنامجه الذي يختار مذاهب شتى، وتختلف مبررات الدعم والمتابعة والحضور من شخص لآخر، فبين داعميين شخصيين لمتنافسين، لمجرد انتماءاتهم المناطقية، إلى معجبين نتيجة الأداء.. إلى اعتبارات أخرى.. كانت للناس رؤاهم في نجمهم المفضل.
موضة برنامج المسابقات التي تعتمد الأس ام أس، تعرف موسم ازدهار في موريتانيا منذ سنوات، حيث توجد ثلاث شركات اتصال، وكثيرا ما احتدم التنافس لتندلع معارك، قد تكبر أو تصغر، بين المتنافسين أو داعميهم، مما يؤثر أحيانا على مواعيد الحلقات، حيث أرجئ تسجيل الحلقة النهائية من أحد برامج المسابقات مرات عادة، بفعل خلافات مستفحلة بين أنصار متسابقين.
يعتبر برنامج “البداع” الذي نظم مسابقة بين الشعراء الموريتانيين الشعبييين، أول برنامج مسابقات جماهيري بجنسية موريتانية، ولاقى لدى عرضه الأول قبل ثلاث سنوات اهتماما منقطع النظير، حيث شكل مناسبة لاستعراض عضلات الأدباء الشعرية، واستعراض عضلات داعميهم المادية في نفس الوقت.
غير أن برنامج “النغمة الذهبية” يبقى أشد برامج المسابقات في موريتانيا إثارة للغط وجلبا لاهتمام متتبعي الساحة الفنية.
ويهدف البرنامج إلى تتويج فنان موريتاني شاب بلقب صاحب النغمة الذهبية، بعد سلسلة من التمارين التي يدخل فيها الغناء من دون موسيقى، وغناء أشوار قديمة شبه منقرضة، بشرط أن لا يتخلي الاس أم أس عن نصرة المتنافس، وفازت في دورته الأولى الفنانة كرمي بنت آبه، أما في الدورة الثانية فقد كان التتويج من نصيب الفنانة مامه بنت أحمد زيدان.
وحاول برنامج “موري ـ ستار” أن يوسع ما ضيقته “النغمة الذهبية”، حيث فتح باب المشاركة أمام الجميع لتتنافس على لقبه، فيما حصرت النغمة التنافس على أبناء الأسر الفنية في موريتانيا فقط.
برامج المسابقات في رمضان موريتانيا؛ جزء من الواقع الرمضاني، وهي تضيف أجندة جديدة إلى اهتمامات الأسرة الموريتانية؛ المشغولة بما فيه الكفاية، يعلق سيدي أحمد، وهو يخطو إلى قاعة دار الشباب؛ التي تحتضن منافسات المداح.