الطلاب.. أبرز الغائبين عن مشهد الافتتاح في ولايتي نواكشوط والحوض الشرقي
نواكشوط، النعمه ـ صحراء ميديا
افتتح العام الدراسي الجديد في موريتانيا صباح اليوم الأحد على عموم التراب الوطني؛ بعد يوم واحد من تحديد وزارة الدولة للتهذيب الوطني موعد الافتتاحي الرسمي، قاطعة الطريق على سيل التكهنات المنذرة بالتأجيل.
أغلب مدارس العاصمة بدت مهجورة صباح اليوم الأول إلا من أطقم التدريس، ولوحظ حضور ضعيف للتلاميذ في مختلف مقاطعات العاصمة التسع.
إبراهيم ولد نور الدين؛ مفتش التهذيب على مستوى مقاطعة عرفات، أكد أن الأسرة التعليمية سجلت حضورا “قارب الـ 90 في المائة، في مقاطعة يفوق عدد تلامذة التعليم الأساسي فيها 16000 تلميذ؛ يزاولون الدراسة في 34 مدرسة ابتدائية عمومية، تؤطرهم هيئة تدريس مكونة من 520 معلما”.
وأضاف ولد نور الدين؛ في اتصال مع صحراء ميديا، أن إقبال التلاميذ بدا ضعيفا في أغلب المدارس وهو “أمر طبيعي”، متوقعا أن يزداد حضورهم في غضون الأيام القليلة القادمة.
أما جمال ولد عبد الله؛ مدير مدرسة “طالب عبد الوهاب” بمقاطعة عرفات؛ فقد أكد لصحراء ميديا أن اليوم الافتتاحي “تميز بحضور قرابة 70 في المائة من طاقم التدريس بمدرسته، في مقابل حضور متواضع للتلاميذ”؛ رافضا إعطاء تفسير لذلك.
وفي مقاطعة توجنين؛ أكد مصدر مطلع في مفتشية التعليم أن الافتتاح تم بنجاح، وان طاقم التدريس بالمقاطعة في جاهزية تامة لمزاولة العمل، متفهما أسباب غياب التلاميذ في اليوم الأول؛ ومكتفيا بالقول إن حضورهم سيزداد مع مرور الوقت، خاصة وأن اغلبهم مازالوا في الريف؛ بحسب تعبيره.
وفي الثانوية العربية؛ تراوح الإقبال الطلابي ما بين الضعيف إلى المتوسط، واقتصرت الأنشطة في مجملها على العمل الإداري المتعلق بتحويل الطلاب وتسجيلهم، إضافة إلى تواجد متقطع لبعض آباء ووكلاء التلاميذ.
وقد اعتبر بعض المشرفين على عملية تسجيل الطلاب في إدارة ثانوية البنين (الثانوية الوطنية) أن الافتتاح هذا العام لا يختلف عن غيره من عمليات الافتتاح في الأعوام الماضية، معتبرين أن ضعف الإقبال “راجع إلى كون أغلب الطلاب يتواجدون في البادية، ولما يدخلوا العاصمة “.
ويرى مراقبون؛ أن الأخبار التي راجت مؤخرا عن إمكانية تأخير افتتاح السنة الدراسية ، هي التي تسببت في ضعف الإقبال على التسجيل خلال اليوم الافتتاحي.
تحسيس
وخلت مدارس مقاطعة النعمة، إلا من أعداد المدرسين والمؤطرين الذين قدموا بنسب كبيرة لبدأ العام الدراسي الجديد، حيث لوحظ تراجع كبير في مستوى إقبالا التلاميذ على أقسام الدراسة.
وشهدت مقاطعة النعمة، انطلاقة العام الدراسي الجديد بالزيارة الميدانية التي نظمها صباح اليوم، المدير الجهوي للتعليم في الولاية، محمدن ولد سيدي ولد الصلاي، رفقة والي الولاية محمد ولد الراره، شملت المدرسة رقم 4 والمدرسة رقم 6 إضافة إلى ثانوية النعمة.
ورغم التقديرات القريبة من المقبولة بخصوص نسبة إقبال التلاميذ على أقسام الدراسة، فأن عددا من المدرسين والمؤطرين التربويين، يؤكدون أن الإقبال شبه منعدم في صفوف التلاميذ، معيدين ذلك لانتجاع الأهالي أثناء موسم الخريف، الذي لم ينقض بعد بالنسبة لهم، كما يعرب هؤلاء عن تخوفهم من تأثير ذلك على تاريخ التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة؛ بحسب تعبيرهم.
وفي سياق متصل قال رئيس رابطة آباء التلاميذ في المدرسة رقم 2 إن مفتش المقاطعة طلب منهم القيام بحملة تحسيسية من بيت إلى بيت من أجل جلب التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، وهو ما رفضه؛ بحسب تعبيره.
وأكد استعداده للقيام بذلك في حال وفرت له الإدارة مكبرات صوت لتحسيس الأهالي في الأحياء وداخل البيوت، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التلاميذ سيتأخرون لأكثر من أسبوع من تاريخ الافتتاح، فهذه عادة لدى الأهالي ومن الصعب التغلب عليها؛ يضيف المتحدث.
معطيات
تفيد الإحصائيات الرسمية بأن عدد المدارس في موريتانيا يقدر بنحو 3682 مدرسة في كل مراحل التعليم ما قبل الجامعي، وأن 73% من هذه المدارس يعاني عجزا واضحا في التجهيزات والبنية الأساسية المدرسية، فالكتب المدرسية مثلا لا يتوافر منها إلا 40% فقط، في حين تصل نسبة التحاق التلاميذ بالمدارس 84% ؛ أما الأخطر فهو أن 40% من هؤلاء التلاميذ لا يكملون دراستهم الابتدائية بل يتسربون من التعليم، والأطرف أنه بعد كل هذه المعاناة فإن %50 فقط من تلاميذ المدارس الفنية يتم الاستفادة منهم في سوق العمل.
وتتوفر ولاية الحوض الشرقي على 5 ثانويات و10 إعداديات بها قرابة 200 من الأطقم الدراسية ويرتادها أكثر من 4900 طالب، كما يصل عدد المدارس الابتدائية إلى 684 مدرسة بها 1226 معلم، يرتادها أكثر من 66297 تلميذا.
ومن المنتظر أن يسهم 100 معلم خريج في سد النقص الحاد الذي تعانيه عدد من المدارس الريفية في الولاية؛ بحسب تصريح المدير الجهوي للتهذيب في ولاية الحوض الشرقي لصحراء ميديا.