مصدر في حرس السجن: التعذيب الممارس بحق السجناء يتم “من دون أوامر عليا”
طالبت والدة القيادي السلفي الموريتاني سيدي ولد سيدينا، منظمات حقوق الإنسان بحماية ابنها القاصر التجاني، الذي يقبع في أحد سجون نواكشوط، متهمة حرس السجن بممارسة التعذيب بحقه.
وأضافت فاطمة بنت الديدي؛ والدة السجين، في تصريح لصحراء ميديا، أن ولدها “ربما يكون أصيب بالشلل بسبب التعذيب في زنازين (السلور) الانفرادية تحت الأرض في السجن المركزي في نواكشوط”؛ بحسب تعبيرها.
وطالبت بنت الديدي بمنحها حق زيارة ابنها “للاطلاع على ظروف اعتقاله والاطمئنان عليه”، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من التعرف على وضعه الصحي بعد ما وصفته بالتعذيب الوحشي الذي تعرض له التجاني داخل معتقله.
وفي اتصال هاتفي مع صحراء ميديا من داخل زنزانته قال السجين التيجاني- 17 عاما: “تم اعتقال منذ 4 اشهر تقريبا على خلفية اتصال هاتفي من شقيقي، أنا لست سلفيا ولست حتى متعاطفا مع السلفيين، وتم وضعي في السجن المركزي وتم تعذيبي أكثر من مرة، مساء الثلاثاء (قبل أمس) تعرضت للتعذيب من قبل حرس السجن”.
وقال التجاني إنه تم وضعه في زنزانة “السلور” تحت الأرض، مشيرا إلى أنه خضع للتعذيب بالهراوات والركل على الصدر والرأس، “فقدت الوعي اثر ذلك، والآن اشعر بضيق في التنفس وأكاد لا أحرك يدي ورجلي اليمنى ولم أتلق أي عناية طبية”؛ على حد قوله.
وكان التجاني قد اعتقل على خلفية ما تقول السلطات الأمنية انه اتصال مشبوه من شقيقه سيدي، وهو الناشط السلفي المحكوم عليه بإعدامين بعد إدانته بالمشاركة في قتل سياح فرنسيين على مشارف مدينة ألاق بولاية لبراكنة ديسمبر 2007.
وتزامن اعتقال التجاني مع عملية ترحيل 13 من نشطاء السلفيين في الـ 23 مايو الماضي، تصفهم السلطات بـ “القادة والمتورطين في عمليات إرهابية”، وصفها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ب”الأمنية المعزولة”، ورفض وزير العدل، عابدين ولد الخير، تحديدها لأهالي السجناء وهيئة دفاعهم لـ “دواع أمنية”.
ونفى مصدر رفيع في حرس السجن المدني في نواكشوط لصحراء ميديا أن تكون “أوامر عليا” قد صدرت لعناصر الحرس بممارسة التعذيب في حق النزلاء، معترفا بأن ما وصفها ببعض التجاوزات تحصل من حين لآخر “إلا أنها تبقى في النهاية مجرد تصرفات شخصية ومعزولة”.
وقال المصدر؛ الذي فضل عدم الكشف عنه، إن تلك التجاوزات تتم على خلفية عدم التزام بعض النزلاء بترك ما يعتبره الحرس “محرمات”، مثل المكالمات الهاتفية؛ على سبيل المثال.