المرابط بن أحمد رمظان*
المجتمعات كائن بشري بامتياز، فهي تنمو وتتغير وتتطور وتموت، وبما أن “التغيير” هو سمة الحياة الأبرز فإن تغيير المجتمعات من سيء إلى حسن ومن حسن إلى أحسن يُعد الهدف الأسمى والغاية الكبرى التي يسعى لها روَّادُ المستقبل والساعون إلى الإصلاح و البناء.
أكاديمية التغيير … “مؤسسة علمية بحثية عربية الهوى عالمية النشاط، تهتم بتزويد العقل بأدوات الفعل الاجتماعي والسياسي ليكون قادراً على ممارسة التغيير والتحول الحضاري” هكذا عرفها القائمون عليها إبان تأسيسها في مارس 2006 بالمملكة المتحدة كانت تجربة فريدة زلزلت عقولا جامدة فأعادت صياغة أفكارها … وشكلت خيطا ناظما جمع بين دقة العلوم التطبيقية وشمولية العلوم الإنسانية …
كانوا ثلاثة عقول تفرقوا في التخصص واجتمعوا على الغاية والهدف، آمنوا بأن المجتمعات لا يتغير عالم أشيائها ما لم يتغير عالم أفكارها … حلق د.هشام مرسي في أجواء العلوم التطبيقية… وحصل على درجة الدكتوراه… ووجد أنه لا غني للتقدم عن البراعة في العلوم الإنسانية… فأسس أكاديمية التغيير … جمع الأستاذ احمد عبد الحكيم بين الكيمياء التي تضبط معادلات الكون، وبين العلوم الإنسانية التي تضبط معادلات تقدم المجتمعات فساهم في تأسيس الأكاديمية…وزاوج المهندس وائل عادل بين الهندسة التي تعدُّ منهجية تفكير منظمة، وبين ثورة الإعلام التي تجتاح العالم… فأطلق ثورة الأفكار…أحد أهم مشاريع الأكاديمية .
لقد عملت الأكاديمية من خلال مشاريعها وأبحاثها العلمية ودوراتها التكوينية على توفير مادة علمية تبني قدرة المجتمعات على التحول الحضاري، وقد شكلت الأكاديمية لهذا الغرض فرقا بحثية موزعة على ثلاث مجموعات .
مجموعة ثورة العقول : ويتلخص دور هذه المجموعة في تطوير منهجيات التفكير بصفة عامة مرسخة الأفكار البانية ومصلحة ما يحتاج لإصلاح ومجتثة كل الأفكار المعيقة، كما تعمل على تزويد العقول بآليات متطورة تؤهل المجتمعات لإبداع استجابات مستقبلية تناسب التحديات التي تواجهها .
مجموعة أدوات التغيير : بعد بناء منهج تفكير سليم تبحث هذه المجموعة عن أدوات التغيير العملية وذلك من خلال مستويات ثلاثة (فلسفة التغيير – استراتيجيات التغيير – تكتيكات ووسائل التغيير)
مجموعة ثورة المشاريع : وتهتم هذه المجموعة بدراسة المشاريع المؤثرة والفعالة في بناء المجتمعات مستلهمة نماذج ناجحة أسهمت في البناء والتغيير .
تلك قصة مشروع علمي رائد رسم القائمون عليه ملامح مجتمع المستقبل انطلاقا من إمكانات الحاضر وأسسوا لمشاريع علمية تعد نواة لتطوير علوم التغيير فكانت الأكاديمية بذلك من أوائل من يكتب بالعربية في هذا المجال و أشاعت من خلال ما أنتجته من إصدارات مختلفة ثقافة التغيير واضعة بذلك أساسا أكملت بناءه شعوب عربية رزحت زمنا تحت نير القهر والاستبداد .
……………………
*باحث في مجال الإعلام
ould.ahdramdan@gmail.com