وفي السياق ذاته نشرت دار نجيبويه كتابين جديدين للراحل ، هما تحقيقه لكتاب فتح الشكور في معرفة علماء بلاد التكرور للبارتيلي، الذي حققه بالتعاون مع الدكتور ددود ولد عبد الله، وأطروحته حول اسلوب الشاعر محمد ولد الطلبة اليعقوبي .
وسعيا لتجسيد استمرار عمله الثقافي يجري التفكير في انشاء جائزة باسم الراحل تشجع الباحثين في مجالات الثقافة العربية الاسلامية ينتظر الاعلان عن طبيعتها وشروطها قريبا .
جمال الذي توفي في حادث سير مؤلم قبل عقد من الزمن، يعتبر من ابرز الذين خدموا الثقافة الموريتانية، من خلال انجازه لعديد الأعمال المهمة خلال عمره القصير.
ويعتبر مثقفون موريتانيون ان جمال لم يكن رجلا واحدا بل كان مجموعة رجال احتمعت في رجل واحد، “وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد”، وهو ما يلخصه العلامة حمدا ولد التاه في عبارته التأبينية الشهيرة “عمر جمال لم يكن طويلا بل كان عريضا”.
وتصر فعاليات ثقافية موريتانية على تخليد ذكرى رحيل الرجل سنويا، وفاء لنابغة شنقيطي من الطراز الأول، ولأن “ذكراه فخر للذكرى”، على حد تعبير الشاعر أحمدو ولد عبد القادر في مناسبة سابقة.
غير أن المحتفلين بجمال لا يسمحون بأن تكون الذكرى مدعاة لنكء الجراح، وإنما يريدونها “”فخرا بما حققه الراحل”، يقول العلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه رئيس هيئة احمد جمال ولد الحسن في ذكرى سابقة.
كتابا جمال ومكتبته، في ذكراه العاشرة، عبارة عن لمسة وفاء، لرجل أضاعه وطنه وهو حي، ولا يليق أن يضاع وقد رحل الى العالم الآخر، يعلق أحد تلامذة الرجل.
ويعتبر جمال ولد الحسن من بين ابرز دارسي الثقافة الموريتانية بمختلف مساراتها، حيث أثبت في كتابه “الشعر الشنقيطي خلال القرن الثالث عشر: دراسة في الأساليب” أنه إذا ما أدرج الباحثون المشرقيون الشعر الموريتاني في حساباتهم، فإنهم سينفون أن يكون الأدب العربي قد مر بفترة ضعف، حيث أنه حينما كان الشعر يحتضر في المشرق، كان في ربيعه الذهبي في سهوب شنقيط ورمالها.