إلى ولدي أحمد باب الطالب، أصبت بصدمة قوية حين نعي إلي لبروفيسور باب الطالب تغمده الله بواسع رحمته، وألهمكم جميعا الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فالمرء غير مخلد في الدنيا، ولكن سلاح المؤمن لمواجهة المصائب هو الإيمان، وقوله إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى .
وقد بشركم الله، أن عليكم صلوات منه ورحمة، وجعلكم من المهتدين، إن صبرتم. فلتصبروا ولتحتسبوا فإن الله سيخلفكم خيرا في مصيبتكم، بجنة عرضها السموات والأرض، ويعوض الفقيد بخلود في الجنة إن شاء الله.
قال الله عز وجل ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). وهذا خير كثير حصل له.
ولولا حالتي الصحية، لكنت من أوائل زائريكم لتعزيتكم في المرحوم، وذلك نتيجة ما أعرف فيه من عناية، وتقدير.
أعزيكم بما عزى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته زينب ، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
لقد خضعت لعمليتين جراحيتين تحت إشرافه تكللتا بالنجاح، بفضل الله ثم كفاءته هو، ومهنيته فله شكري و تهانى، ولما رآى صعوبة الحركة علي، زارني مرات، وتابعني وضعي بدقة خلال فترة التعافي، جزاه الله خيرا.
وأذكر أني كنت معه في مكتبه ذات مرة، وعند خروجنا إذا برجل، يدفع حقوق المعاينة، لكن المرحوم أشار لكاتبته أن لا تأخذ منه شيئا؛ نظرت إليه مستغربا تنازله عن حقه؛ فهم ذلك، وقال إن للعيادة جانبا إنسانيا واجتماعيا، يجب ألا يهمل، ثم تلا قول الله تعالى “وَٱبْتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلْءَاخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ”.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، واعلم أنك تحمل عبئا ثقيلا ما دمت تحاول أن تشبه أباك بأفعاله وتكوينه وكفاءته ووطنيته.
والدك كبير ولد فال
ملاحظة: حاولت أن أتصل بك أكثر من مرة خلال فترة علاج الفقيد في المغرب، ولم يسعفني الحظ، وإن تاريخ والدك يضع عليك حملا كبيرا، فكن خير خلف لخير سلف.