الخبير الفلكي – محمدي بدي
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
الموضوع:
رسالة مفتوحة لمعالي وزير الشؤون الإسلامية القاضي المحترم الداه سيدي اعمر طالب
سيدي الوزير أسأل الله أن يعينكم على أداء مهامكم وأن يوفقكم ويحفظكم، والله الموفق لكل صواب والخطأ مني ومن الشيطان.
سيدي الوزير من ذو أشهر وأنا أتابع جدلا فقهيا حول الأوقات المستقاة من التطبيقات المختصة في أوقات الصلاة يرى بعض الفقهاء أنها قريبة من الدقة في الشروق والغروب و وقت صلاة العشاء لكن في وقت صلاة الظهر الأمر مختلف وهذا الجدل تم نقاشه على صفحات الفيسبوك وعلى مجموعات الواتساب وفي المجالس العلمية أيضا، وماهو مجمع عليه عند هؤلاء أن وقت الظهر حسب هذه التطبيقات سابق لوقته الحقيقي، وإن كان هناك اختلاف في المدة الزمنية، بعض الفقهاء يرى أنه سابق بعشرين تزيد قليلا والبعض الآخر يرى أنه سابق بنصف ساعة إلى آخر ذلك من الاختلافات وتظهر هذه الفجوة بشكل أكبر في الشهر الأخير من السنة والشهر الأول والثاني منها.
وكذلك وقت صلاة العصر وإن كان في وقت العصر يسبق بأقل من ذلك بدقائق قد لاتتجاوز العشر.
ويرون أن هذا الخلل راجع إلى أن وقت الزوال تظل الشمس ثابتة في كبد السماء (مقيل الشمس) الذي بمجرد أن تقيل يعتبرون أن الظل زاد، أي حصل الفيء وذلك قبل أن يحصل الفيء بالفعل، وإن افترضنا أنه فلكيا زاد فذلك غير معتبر لأن العين المجردة لا تلاحظه حسب المراقبين للأوقات والأصل في هذا النوع كما تعلمون هو المراقبة بالعين المجردة والأمور الفلكية يستأنس بها ولايعول عليها خاصة إذاكانت ماتخبر به لا يلاحظ بالعين المجردة.
وطرق حساب الأوقات تختلف من هيئة إلى إلى هيئة أخرى حسب هذه التطبيقات هناك طريقة الهيئة المصرية للمساحات وهناك طريقة هيئة رابطة العالم الإسلامي إلى آخر ذلك من الطرق وهذه الطرق هي نفسها قد تختلف في الأوقات التي تدخل عليها الصلوات ومن خلال أسفاري إلى بعض الدول المجاورة لاحظت أن هناك خيار إضافي خاص بكل دولة يعرضه عليك التطبيق يتبع لوزارة الأوقاف أو الشؤون الدينية لتلك الدولة وهذا الأمر غائب تماما عندنا وهذا مانرجو منكم تداركه وإصلاحه وذلك وفق خطة سهلة قد لا تكلف الكثير من الناحية المادية ولا تستغرق الكثير من الوقت وهي كالآتي:
1- تقوم وزارتكم الموقرة بتعيين لجان في كل مقاطعة من الفقهاء والأئمة؛ أصحاب الخبرة في مراقبة الوقت تشرف عليها الإدارة الجهوية للشؤون الإسلامية بتلك الولاية.
تداوم هذه اللجان يوميا قبل الزوال بنصف ساعة حتى تحقق دخول الوقت وتقوم بتدوينه في مسودة ولايتم تدوين وقت إلا بعد اتفاق جميع أعضاء اللجنة على دخوله، والسبب في تعيين لجنة لكل مقاطعة هو الفارق الزمني بين كل مقاطعة وأخرى حسب الفلكيين أن كل مكان يقع شرق الآخر بمائة كلم يسبقه بثلاث دقائق إلى أربع وذلك يمكنكم ملاحظته بوضوح في غروب الشمس وشروقها عندما يقوم شخصان من مناطق مختلفة بمراقبة الغروب والشروق يلاحظ الفرق الزمني.
ولا بأس بإجراء ورشات أو دورات تكوينية نظرية وميدانية للجان قبل مباشرتهم لمهامهم تستغرق يومين إلى ثلاث.
2- بعد انتهاء مراقبة الوقت من طرف هذه اللجان والتي يجب أن تستمر لمدة عام كامل تحرر أعمالهم وتطبع في نشرية رسمية تحمل ختم وزارة الشؤون الإسلامية ويتم توزيعها في المساجد بدلا من النشرية السابقة التي أعدت في فترة سابقة -فترة التسعينات أو بداية الألفين- يبدوا أنها اعتمدت على تطبيق فلكي لم تراقب مراقبة ميدانية.
3- يتم نشر أوقات الصلاة يوميا على الصفحة الرسمية للوزارة على الفيسبوك، و تنشر قبل نشرات الأخبار في الإذاعة والتلفزة وعلى صفحاتهم على الأنترنت.
4- التعامل مع مهندسي برمجيات لإدخال المعطيات الصادرة عن اللجان وتوثيقها في التطبيقات الألكترونية من خلال إتاحة خيار اعتماد طريقة حساب وزارة الشؤون الإسلامية الموريتانية فهذا زمن الرقمنة وكل شيء أصبح مرقمنا.
الأسباب الدافعة لهذا الطلب هي تقليد بعض الأفراد والمساجد لهذه التطبيقات وهذا أمر في غاية الخطورة فالوقت كما تعلمون تحرم صلاته قبل دخول وقته ولاتجزء فاعلها ويعيد أبدا، بل لايمكن أن يصل إلا بعد اليقين من دخوله يقول العلامة خليل رحمه الله :”وإن شك في دخول الوقت لم تجز ولو وقعت فيه”
فلابد من اليقين أو غلبة الظن على خلاف فيه -أي غلبة الظن- يقول العلامة محمد مولود في الكفاف:
وآثم ولاتصح ان يصل**من بعد ماغلب ظن ان دخل.
ويقول بعضهم:
وصاحب الإرشاد قال المعتمد©️©️غلبة ظن بوقت تعتمد.
وهذا اليقين لن يكون يقينا معتبرا إلا بعد أن يكون صادرا عن العدول العارفين بالأوقات يقول العلامة محمد مولود في الكفاف:
وجاز في الصيام والصلاة©️©️تقليد عدل عارف الأوقات.
كما أتوجه إليكم سيدي الوزير بطلب إنشاء موقع للفتاوى على غرار موقع إسلام ويب التابع لوزارة الأوقاف القطرية وغيره من المواقع الدينية يكون تابعا لوزارتكم المحترمة و بالتعاون مع المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يستقبل هذا الموقع أسئلة المواطنين ويتم الرد عليهم فيه وهذا يضبط الفتوى ويحد من فوضويتها.
هذه البلاد لها خصوصيتها يكون فيه غنى لنا عن اللجوء للمواقع الأخرى وتحرص الوزارة أن يكون القائمين عليه من خيرة شيوخ المحاظر يتكون على الأقل من خمس شيوخ ومهندسي معلوماتية وعند طرح السؤال يتم نقاشه بين المشايخ وعرض الجواب بعد اتفاقهم عليه ويكون محررا ومكتوبا بلغة سهلة مفهومة ومسموعا أيضا فالناس في هذا الزمان لاتكلف نفسها عناء سؤال الفقهاء تذهب للأنترنت وإن سألت قد تسأل شخصا لاعلاقة له بالفقه.
ويبقى الأمر الاكثر إلحاحا مسألة الوقت
“إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”
صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته