قيادي في الحزب الحاكم: “الحريات في موريتانيا صمام أمان لديمقراطيتنا”
حذر النائب البرلماني المعارض محمد المصطفى ولد بدر الدين الحكام العرب مما آل إليه نظام زين العابدين بن على في تونس، معتبرا أن “بلدانا عربية أخرى ستشهد الانتفاضة ذاتها في المستقبل القريب، إذا لم يحدث انفراج في تلك الدول” وفق تعبيره.
وبرر بدر الدين – في لقاء مع صحراء ميديا – ما وصفه بـ”الانتفاضة التونسية” بكون “تداعيات سقوط جدار برلين، وما أعقبها من تحولات وهزات، لم تصل العالم العربي قبل الآن، شأنها شأن الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت انعكاساتها في الظهور في الساحة العربية”.
وأضاف ولد بدر الدين قائلا “إن تفشي البطالة ووصول الأسعار إلى مستويات ليست في متناول عامة الشعب وتكميم الأفواه، أمور لم يعد السكوت عليها بالأمر المستساغ، ومن الأفضل لحكامنا أن يفهموا الدرس التونسي قبل أن يفقدوا كل شيء، وأن يتذكروا أن إرادة الشعوب لا تقهر”.
في السياق ذاته تحدثت منى منت الدي – باسم تكل القوى الديمقراطية – معتبرة أن “لا أحد يمكنه أن يقف في وجه الشعب حينما يتحد على النضال من أجل فرض حقوقه” وقالت إن “على الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يتيقن أنه ليس بإمكان أي نظام درء غضب الجماهير عندما تقرر أن تشبّ عن كل طوق” حسب تعبيرها، واسترسلت منت الدي مخاطبة رئيس الجمهورية بالقول ” أبا جعفر ما طول عيش بدائم، ولا سالم عما قليل بسالم” مشددة على أن “كل مناضل في تكتل القوى الديمقراطية، بل كل موريتاني يتمنى اليوم أن يكون تونسيا، ونفخر جميعا بما حققته ثورة الكرامة والعزة والحق في تونس، التي تبدو اليوم خضراء بالفعل” حسب وصفها.
في المقابل يرى صالح ولد دهماش – القيادي في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم – أن “لا وجه للمقارنة بين أوضاع تونس الحالية، والحالة العامة في موريتانيا إذ أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز قاد حركة تصحيح شامل لما أفسده النظام السابق” وقال ولد دهماش”إن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس قد استفحلت بموازاة مع قمع للحريات وسجن السياسيين وحملة الرأي، وبلادنا ليس بها سجين رأي واحد، والحكومة شفافة في تعاطيها مع الشأن العام وحمل هموم الطبقات المسحوقة” وقف تعبيره.
وأضاف ولد دهماش – في لقاء مع صحراء ميديا – “إن أغلبية الشعب الموريتاني ساندت حركة التغيير ابتداء، ثم دعمت انتخاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز لاحقا، وكل القوى الموريتانية مشركة ، وحرة في تبني ما تشاء من آراء، ولم يتابع أي فرد بجريرة رأيه في موريتانيا ن في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، كما أن الصحافة حرة إلى أبعد الحدود، وهذه الحريات في حد ذاتها صمام أمان لديمقراطيتنا” وتابع ولد دهماش “لا يمكن أن ننفي تأثير تقلبات الاقتصاد العالمي على سوقنا، لكن أيضا لا أحد يمكنه أن يُزايد أو يلبس الحق بالباطل، فيما حققته بلادنا على درب التنمية في ظرف وجيز، وبموارد ذاتية”.
عبد السلام ولد حرمة – رئيس حزب الصواب – وصف ما جري في تونس بأنه “ثورة شعبية غير مسبوقة في التاريخ العربي” وقال “إننا نتمنى أن تعم هذه الثورة جميع الأقطار العربية، لأن تغيرها هو المطلوب في العالم العربي، إذ لم تأت على ظهر دبابة، ولم تكن مدعومة من القوى الإمبريالية التي لا تريد الخير للعرب والمسلمين” حسب تعبيره.
وفي سياق متصل علمت (صحراء ميديا) أن رئيس حزب تواصل محمد جميل ولد منصور قد التقى راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسية وناقش معه الوضع التونسي، وأكد المصادر تطابق وجهة نظر الرجلين بخصوص تأييد تحرك الشارع التونسي ضد “الجوع والاستبداد”.