قبل يومين أعلنت فصائل المعارضة السورية، تحرير العاصمة السياسية دمشق، بعد أكثر من خمسة عقود، ظلت فيها سوريا تحت سيطرة نظام الأسد.
وبعد تحرير دمشق، تركت فصائل المعارضة، أبواب السجون مشرعة، أمام آلاف المعتقلين، ما أثار في نفوس الموريتانيين، شوقا إلى معرفة مصير الصحفي إسحاق المختار، الذي اختفى في ظروف مبهمة خلال تغطيته للحرب في سوريا، قبل أكثر من عشر سنين.
الاختفاء
اختفاء إسحاق كان في يوم عيد الأضحى من عام 2013، تحديدا في منتصف شهر أكتوبر، حين كان يجوب رفقة طاقم صحفي شوارع حلب، لتوثيق أجواء العيد في ظل الحرب المشتعلة حينها في سوريا.
طاقم « سكاي نيوز عربية » المكون من الصحفي الموريتاني اسحاق المختار، والمصور اللبناني، سمير كساب، وسائقهما السوري عدنان حجاج، اختفى دون أن يترك علامة تدل على مكان احتجازه، أو الجهة المختطفة.
وعند انقطاع أخبار الفريق، ضجت شوارع العاصمة الموريتانية نواكشوط، بالصحفيين والمعتصمين، المطالبين بالإفراج عن إسحاق.
ثم شكل الصحفيون لجنة لمتابعة القضية، ظلت تطالب السلطاتَ بالتحرك لتعلن الأخيرة، أن قضية إسحاق المختار « تحظى بجزء كبير من اهتماما ».
من اختطف الفريق؟
لم تتبنى أي جهة اختفاء إسحاق، إلا أن السفارة السورية بنواكشوط حينها، قالت إن المنطقة التي اختفى فيها اسحاق « لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية، ولا معلومات لديها عنه ».
ثم بدأت تطفو على السطح، بوادر تشير بالإصبع إلى الجهة التي اختطفت الفريق، وماهي إلا فترة قصيرة حتى بدأت ملامح الجهة المختطفة تتحدد، وبدأت ظروف الاختطاف تتجلى.
ما جعل المتابعين لقضية إسحاق يؤكدون مسؤولية الجماعات المسلحة في سوريا أو مايعرف « بجبهة النصرة لأهل الشام » في اختطاف الفريق.
جهود البحث
وفي عام 2019 قال وزير الخارجية الموريتانية حينها اسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن المعطيات التي بحوزة الجهات الرسمية عن اسحاق « لا تدعو بالتفاؤل »، مضيفا أنهم أبلغوا عائلته بذلك.
وذلك ما نفت اللجنة الموحدة للمتابعة والتنسيق في قضية ولد المختار، أن يكون صحيحا؛ مؤكدة أن المعطيات التي بحوزتها تؤكد أنه « حي يرزق ».
وفي ذات البيان قالت اللجنة أنها تواصلت مع الجهات الأمنية العليا المكلفة بالملف برئاسة الجمهورية، ونفت أن يكون لها علم بما قال الوزير.
اللجنة الموحدة للمتابعة والتنسيق في قضية الصحفي إسحاق المختار، لاتفتأ تؤكد سلامته؛ ذلك ماجاء على لسان أحمد سالم ولد سيدي عبد الله، وهو أحد أعضائها إذ قال إن « كل المعطيات التي تحصلت عليها اللجنة طيلة السنوات الماضية تؤكد سلامته ».
وظلت الحكومة الموريتانية تؤكد عند كل ذكر لقضية إسحاق، أن ملفه « يكتسي أهمية بالغة بالنسبة لها».
أمل جديد
بعد التطورات الأخيرة في سوريا التي أسفرت عن وصول المعارضة السورية للسلطة، عاد أمل العثور على إسحاق وزملائه، فدخل رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الموريتانيون حملة للبحث عن إسحاق، وتداولوا تسجيلات ومقاطع مصورة، تؤكد سلامة إسحاق، إلا أنها غير مؤكدة المصدر.
اللجنة الموحدة للمتابعة والتنسيق في قضية الصحفي إسحاق المختار، ترى أن هذه التطورات تشكل « فرصة حاسمة لتحريك الملف العالق منذ أكثر من عقد »، مطالبة السلطات الموريتانية، بتشكيل « لجنة عليا مختصة، تتولى التنسيق والمتابعة الحثيثة للجهود الرامية إلى كشف مصير إسحاق ».