نواكشوط ـ يعقوب ولد باهداه
أكد عدد من من قادة كونفدراليات ونقابات العمال في موريتانيا نجاح الإضراب العام الذي بدأ اليوم الاثنين ويستمر ثلاثة أيام، وأجمع هؤلاء أن نسبة الإضراب وصلت لأكثر من 80% في جميع القطاعات الحيوية، على الرغم من الإشارات إلى أن الاضراب سجل أدنى نسبة على مستوى التعليم الأساسي، على عكس التعليم الثانوي.
وقال الساموري ولد بي الأمين العام للكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا إن النتائج الأولية للإضراب مبشرة، وأضاف في تصريح لصحراء ميديا إن أعلى نسبة نجاح في انواكشوط سجلت في قطاع الصحة خصوصا مركز الإستطباب الوطني، إضافة للتعليم الثانوي وقطاعات أخرى حيوية ومهمة.
وبخصوص القطاع الخاص عموما، وقطاع التعليم الحر على وجه الخصوص قال ولد بي إن المستهدف أساسا بهذا الإضراب هو القطاع العام، من أجل لفت انتباه الحكومة إلى مطالب العمال المشروعة وإطلاق حوار اجتماعي لبحث المطالب.
من جهته أكد محمد أحمد ولد السالك رئيس الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية أن نسبة نجاح الاضراب زادت على 80% على عموم التراب الوطني، و وصلت في قطاعات معينة إلى أكثر من 98%، بينما سجلت النسبة الأدنى في مؤسسات التعليم الأساسي بحوالي 50%.
في حين أشارت أرقام أخرى تم تداولها على مستوى الأساتذة المتواجدين ضمن تجمع الكونفدراليات أن الاضراب يسجل أدنى نسبة نجاح في قطاع التعليم الأساسي، بحوالي 30 إلى 20%.
ضغوطات
وتحدث ولد السالك في تصريحات لصحراء ميديا عن ضغوط كبيرة واجهتها نقابات العمال من أجل ثنيها عن الشروع في الاضراب، وأكد ولد السالك أن كل تلك الجهود لم تؤد إلى فشل الاضراب أو تراجعه. مطالبا الحكومة بالانصات لمطالب العمال، وتحكيم العقل والحكمة.
وقال الهادي ولد العيد الأمين العام لنقابة الممرضين والقابلات إن القطاع الصحي في عموم موريتانيا شهد اليوم بداية ناجحة للإضراب، وقال إنهم نظموا جولة في المؤسسات الصحية بنواكشوط، ولاحظوا “نجاحا باهرا” خصوصا على مستوى مركز الاستطباب الوطني (المستشفى الوطني)، الذي شهد شللا تاما باستثناء الحالات المستعجلة والانعاش.
وأشار ولد العيد إلى أنه لم تجر اليوم أي عملية جراحية في المستشفى الوطني أو مستشفى الشيخ زايد، مضيفا أن قسما واحدا في هذا الأخير كانت نسبة المضربين فيه أقل.
وتحدث الهادي ولد العيد لصحراء ميديا عن لقاء جمعهم أمس مع وزير الصحة الدكتور الشيخ ولد حرمه، أبلغهم فيه أنه لم يكن على علم بالاضراب، وتعهد لهم بالبحث مستقبلا عن تسوية لائقة لمطالبهم، غير أن ولد العيد قال إنهم أكدوا للوزير اتخاذهم كافة التدابير القانوينة من أجل الإبلاغ عن الاضراب وأسبابه. وطالبوا الوزير بتقديم ضمانات موثقة من أجل العودة بها إلى جموع منتسبي “منسقية الصحة”، لكنه لم يقدم أي تعهدات مكتوبة.
وأكد الأمين العام لنقابة الممرضين والقابلات أن الاضراب ليس هدفا بحد ذاته وإنما هو وسيلة للحصول على حقوق مشروعة، وتلبية مطالب قدمها العمال بشكل قانوني للحكومة.
الأطباء: 100بالمائة بنواكشوط
من جهته أكد الدكتور محمد المصطفى ولد ابراهيم المنسق العام لمنسقية قطاع الصحة، ونقيب أطباء الأسنان لصحراء ميديا أن نسبة نجاح الاضراب في قطاع الصحة على المستوى الوطني وصلت لـ 85%. وفي العاصمة نواكشوط بلغت النسبة 100%، باستثناء قسم الولادة في مستشفى الشيخ زايد حيث لم تتجاوز النسبة 75%.
وقال ولد ابراهيم إن أدنى نسبة مسجلة على عموم التراب الموريتاني كانت في المستشفى الجهوي بنواذيبو، وهي 35 % مع ملاحظة “مؤشر ارتفاع متزايد”. وأرجع السبب إلى “خروقات وضغوط من بعض مدراء المؤسسات الصحية”، حيث قاموا بالتهديد من خلال مذكرات العمل، وإجراء الاتصالات الفردية مع بعض العاملين “لثنيهم عن قرارهم الشجاع” يقول الدكتور محمد المصطفى ولد ابراهيم.
وعلى مستوى نواكشوط حدد ولد ابراهيم نسب نجاح الإضراب كالآتي: نواكشوط 100% في مركز الاستطباب الوطني، مستشفي زايد، ومركز القلب، مركز الأمراض العقلية، مدرسة الصحة، مركز الأمومة والطفولة، المراكز التابعة للادارة الجهوية، في حين وصلت النسبة بالعيادة المجمعة لـ85% فقط.
بينما توزعت نسب نجاح الإضراب في داخل البلاد ـحسب د. محمد المصطفى ولد ابراهيم ـ كالآتي : كيفة 100%، لعيون 80%، الاك 100%، كيهيدي 80%، كرمسين 100%، روصو 100%، ازويرات 100%.
وقال المنسق العام للمنسقية النقابية لقطاع الصحة إن الدستور والقانون يكفلان للعمال حق الإضراب والمطالبة بحقوقهم المشروعة، مشيرا إلى أن الاضراب لا يستهدف الادارة بحسب ما يعتقد أغلب مدراء المؤسسات، وإنما هو موجه لرب العمل، أي الدولة.
واتهم الدكتور محمد المصطفى أن الادارة تقوم بممارسات “أساليب الترغيب والترهيب” لثني العمال عن مواصلة الاضراب، مؤكدا أن مستشفى الشيخ زايد أصدر مذكرة يأمر فيها العمال بعدم بالمشاركة في الاضراب، “وهذا ما يتنافي مع القوانين المنظمة للعمل النقابي” حسب تعبيره.
أكد ولد ابراهيم أن العمال بمن فيهم العاملون في قطاع الصحة سينضالون حتى ينالوا كافة حقوقهم المشروعة، بأساليب قانونية وحضارية، حتى يجدوا آذانا صاغية. مشددا على أنهم أخطروا الإدارة في الوقت المناسب وبالطرق التي يمنحها القانون وتسمح للحكومة ببحث العرائض المطلبية للعمال.
وعلى مستوى التعليم الفني قال محمد ولد مبروك الأمين العام للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الفني إن الاضراب نجح بنسبة 95 إلى 98%، مؤكدا أنه على مستوى الثانوية الفنية في نواكشوط حضر أستاذان فقط ، وسجل نجاح كبير للاضراب في الثانوية التجارية، وفي كل من نواذيبو وبوكي وصلت نسبة الإضراب إلى 95 % إلى 98 % . وتحدث ولد مبروك عن “ضغوط فردية مورست على بعض الأساتذة” ولكنه قال “إنها لم تؤثر”.
من جانبه قال محمدن ولد الرباني ـ الأمين العام النقابة المستقلة للتعليم الثانوي إن أغلب المتواجدين في الفصول الدراسية في الثانويات على عموم التراب الوطني هم من المعلمين العقدويين، والمراقبين، واصفا لصحراء ميديا نسبة الحاضرين من الأساتذة الرسميين بأنها “ضئيلة جدا”.