قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في مقابلة مع صحيفة «جون أفريك» نشرت اليوم الخميس، إن يرفض التدخل في ملف التحقيق مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وقال: «لستٌ قاضيا لأقول إنه مذنب أم لا».
ويوجد ولد عبد العزيز في السجن منذ يونيو الماضي، في إطار التحقيق معه حول تهم فساد وغسيل أموال وإثراء غير مشروع وجهتها له النيابة العامة مارس الماضي.
الصحيفة الفرنسية في مقابلتها مع ولد الغزواني، قال إن ولد عبد العزيز تحدى الجميع بتقديم أي دليل على فساده، وسألته إن كانت العدالة بحوزتها أدلة، فرد ولد الغزواني: «بصراحة، لا أدري. منذ وصولي إلى السلطة وأنا أمتنع عن الاهتمام بالملفات التي بحوزة القضاء».
وأضاف ولد الغزواني: «فصل السلطات لا يسمح لي بالحديث في هذا الملف»، لتسألأه الصحيفة إن كان يعتقد شخصيا أن ولد عبد العزيز مذنب، فرد: «لست قاضيا لأقول إن كان مذنبا أم لا».
وأوضح ولد الغزواني: «منذ وصولي إلى الحكم لم تنظم أي انتخابات تشريعية، آخر انتخابات كانت عام 2018، لذا لا يمكن القول إن نوابه كانوا أقرب لي، حتى وإن كنت سعيدا اليوم بأغلبيتي».
وأضاف: «الموريتانيون يعلمون جيدا الظروف التي أنشئت فيها لجنة التحقيق البرلمانية، ولا أعتقد أنه يمكن اتهامي بأنني تدخلت، سواء في تشكيلها أو في مسار تحقيقاتها».
وفي سياق الرد على سؤال طرحته الصحيفة حول إمكانية تمسك الرؤساء الأفارقة بالحكم بعد سجن ولد عبد العزيز، قال ولد الغزواني: «لا أعرف أي رئيس يطلب حصانة أبدية، ثم إن الخوف من العدالة أو من تحمل المسؤولية ليس أفضل وسيلة لتطوير وتجذير الديمقراطية في بلداننا».
ورفض ولد الغزواني الرد على سؤال حول مشاعره وعلاقته الشخصية القديمة بولد عبد العزيز، وقال: «لا أحب الحديث عن مشاعري، إنها تبقى شخصية».
وقال في سياق الرد على آخر: «إذا كان علي السماح لشخص ما بالوجود، كان هو ذلك الشخص»، في إشارة إلى ولد عبد العزيز، قبل أن يضيف: «أعتقد أن اي رئيس سابق للدولة يجب أن يحتفظ بأبهة كبيرة، ويستفيد من اعتبار وتقدير الجميع، في بلده وخارجه. والرئيس الموجود في السلطة هو أول من يجب أن يقدم له الاعتبار والتقدير».
من جهة أخرى، قال الرئيس الموريتاني ردا على سؤال حول انتقاده بالعمل مع شخصيات كانت تعمل مع سلفه: «هذه التقسيمات مصطنعة وغير متفق عليها»، واضاف: «فيما نبحث عن الكفاءة والتجربة، فإننا سنحرم أنفسنا من 80 في المائة على الأقل من الأطر الموريتانيين إذا اعتمدنا هذه التقسيمات. إن هذا ليس في مصلحة أي أحد، وليس في مصلحة البلد».
وأكد ولد الغزواني قائلا: «نحن لا نقصي رجالا ونساء فقط لأنهم، في لحظة معينة، عملوا مع واحد من أنظمتنا السابقة. هذا لا يمنع إدخال وجوه جديدة، وهو ما نواصل العمل عليه».