تنتظر جماهير عريضة من عشاق الموسيقى التقليدية في مدينة كيفه نتائج اكبر مسابقة موسيقية تشهدها البلاد حيث من المفترض أن تعلن لجنة تحكيم من خمسة نقاد النتائج النهائية التي يتم بموجبها منح جوائز للمشاركين في فعاليات المهرجان الوطني للموسيقى التقليدية بلعصابه في نسخته الأولى تحت إشراف الجمعية الرياضية والسياحية بولاية لعصابه وبتمويل من التعاون الإسباني عن طريق مكتب الأمم المتحدة.
ويشارك في المهرجان 30 فنانا من اسر فنية عريقة رفقة فنانين مغمورين يسعون لحجز مقاعد في قلوب الناس بعد أن وجدوا فرصتهم للإبداع في الهواء الطلق وتحت سماء مدينة كيفه في إطار ست فرق موسيقية تتنافس على أحسن الألقاب مع فرقة ولاية لعصابة التي تسعى لإثبات نفسها في وجه مشاهير نواكشوط متسلحة بالأرض والجمهور.
وأمام المنصة المركزية أمام مقر ولاية لعصابة ستنظم لليلة الثالثة على التوالي أمسية فنية تعلن فيها أسماء الفائزين بالألقاب الأساسية (أحسن صوت – أحسن تدنيت –أحسن اردين- أحسن طبل- أحسن راقص أو راقصة) وشهدت أول ليلتين في المهرجان منافسة حادة على لقب فيئتي الصوت والرقص حيث تحدى الفنانون درجة الحرارة التي وصلت إلى 47 درجة حرارية لإيصال مواهبهم إلى الجمهور..
وستكون لجنة التحكيم التي يقودها كل من أحمد ولد سيدي ميله، وون ولد خرشف، وبدين ولد آمين، و جلو طه يرو، و محمد ولد حمود، وعدنان ولد بيروك، أمام خيارات صعبة خاصة مع أصوات فنية شابة قد تطيح ببعض الأسماء الكبيرة مع تحديد سن 30 عاما كشرط لنيل الجائزة.
وتأتي التظاهرة في إطار دعم السياحة والتراث الموريتانيين، حيث ينظم معرض خاص للصناعة التقليدية بولاية لعصابه ما أتاح الفرصة لعشرات الصناع التقليديين من عرض إبداعاتهم المتميزة فيما استقبل المهرجان نماذج من وجبات المطبخ الولاتي في إطار حماية تراث المناطق الموريتانية من الاندثار.
وتتولى وزارة الثقافة والشباب والرياضة الإشراف على التظاهرة حيث انطلقت من مبانيها حافلة تقل قرابة الثلاثين فنانا عبروا عن حبهم للفن والوطن من خلال الغناء المتواصل على طول 600 كلم وهي المسافة ما بين نواكشوط ومدينة كيفه.
لكن المهرجان الذي حظي باهتمام كبير لم يسلم من الانتقاد، حيث أكدت منسقية منظمات المجتمع المدني بالعصابة أن المهرجان لم يراعي إشراك الفاعلين المحليين بجميع أنواعهم وفئاتهم وأن لجنة التنظيم عملت على تغييب دور المجتمع المدني الفاعل في الولاية ولم تكن المدينة قد نالت الاستفادة المتوخاة من التظاهرة كما شككت في مدى شفافية العمل ما اثر سلبا على وصول المهرجان إلى الأهداف المرسومة له مسبقا.
وأكد رئيس المنسقية سيد المختار بن احمد الهادي أن استفادة الفاعلين في القطاع في الولاية التي تحتضن التظاهرة كان طفيفا فيما تم استيراد الحاجيات اللوازم من العاصمة مطالبا وزيرة الثقافة بإعطاء اهتمام اكبر بالموضوع.