وأضاف في مقابلة مع إذاعة صحراء ميديا بثت اليوم الأحد، أن “مثل هذا النوع من المشاريع الكبرى يأخذ التحضير له ونجاحه الكثير من الوقت”؛ مشيراً إلى توفر “للإرادة السياسية القوية، والتصميم جيد، والعمل المتواصل ليلا ونهارا، والمؤهلات الاقتصادية الكبيرة”، وفق تعبيره.
وفي سياق حديثه عن المستثمرين الأجانب، قال ولد الشيخ سيديا: “خلال الأشهر الماضية كانت نواذيبو تستقبل كل أسبوع عدة ممولين أجانب، والاتصالات جارية مع مستثمرين من مختلف القارات؛ فكانت بذلك قبلة للمستثمرين، وهذا وحده نجاح مهم”؛ مشيراً إلى أن بعض السفراء والمسؤولين الذين زاروا نواذيبو أبدوا رغبتهم في الاستثمار في المنطقة.
وأكد أن “الكثير من المستثمرين سيأتون لنواذيبو، وهذا دليل على أن لديها مصداقية وقادرة على الإقناع، لأن إقناع المستثمر صعب”؛ قبل أن يشير إلى أن “بين مجيء المستثمر وتجسيد المشاريع على أرض الواقع، بعض الوقت، لأن المستثمر عندما يقتنع يذهب لتهيئ الدراسات والمال”.
رؤية مستقبلية..
مع بداية العام الجديد، تدخل المنطقة الحرة في مرحلة جديدة من تطبيق البرنامج التنموي متعدد السنوات؛ وفق ما أشار إليه رئيس سلطة منطقة نواذيبو الحرة: “نحن على بوابة الكثير من المشاريع في العام الحالي، بعضها سيُـدرس، وبعضها الآخر سيبدأ تنفيذه”.
وأكد ولد الشيخ سيديا أن “بعض المستثمرين الموريتانيين بدأوا الاستثمار في قطاع السياحة والتخزين والتصنيع؛ فيما أبدى أغلب من التقيتهم من رجال الأعمال الوطنيين رغبتهم في دخول المنطقة الحرة وبدأوا في دراسة طريقة ذلك”.
ولكن بالنظر إلى هذه الآفاق الواعدة فيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي، كان لزاماً على المنطقة الحرة أن تضع خطة لما سمّاه رئيسها “الرفع من وجه المدينة”، وهي خطة ستطبق على مرحلتين: “أولاً: نظافة المدينة حيث أجرينا مناقصة مفتوحة منذ أكثر من أسبوع؛ ثانيا: الشبكة الطرقية والإنارة والتشجير”؛ وهي مشاريع “سينتهي بعضها في الأشهر الأولى من العام الحالي، فيما سيأخذ بعضها الوقت مثل الشبكة الطرقية”.
وأشار ولد الشيخ سيديا إلى أهمية “البرنامج التنموي متعدد السنوات” الذي وضعته سلطة منطقة نواذيبو الحرة، مؤكداً أنه “سيغير نواذيبو في ظرف سنوات قليلة”؛ مؤكداً أن “البرنامج التنموي لفت انتباه البنك الدولي، الذي صمم مبادئ مشروع لدعم المنطقة الحرة، بعد أن اقتنع بها من دون أن نطلب منه ذلك”.
واستعرض رئيس سلطة منطقة نواذيبو الحرة الخطط التي نفذوها حتى الآن، مشيراً إلى “العمل على تحسين ميناء نواذيبو المستقل وميناء الصيد التقليدي”، وقال “نحن الآن جاهزون لاستقبال أي مستثمر”.
واعتبر ولد الشيخ سيديا أن الحصيلة حتى الآن “مشجعة وتحمل مؤشرات إيجابية على المدى القصير، على الرغم من أن نجاح المشروع –في العادة- يأخذ الكثير من الوقت، ولكننا سنحققه في آجال قياسية”، وفق تعبيره.
التحديات
يمثل عامل الوقت أكبر تحد قد يواجه أي مشروع طموح على غرار منطقة نواذيبو الحرة؛ غير أن رئيس السلطة في المنطقة يرى أن التحدي الأبرز يتمثل في “مستوى الاستثمار الذي يطمح له في المنطقة الحرة، والذي يمس جميع القطاعات الحيوية في نفس الوقت، وهو ما لم يكن موجودا بهذه الطريقة”.
بالإضافة إلى جاهزية المخطط الفني والبرامج التنموية، وهو ما يرى ولد الشيخ سيديا أنه “تحد كبير ولكنه قابل للتحقيق بالعمل المتواصل والجاد”، على حد وصفه.
نداء ووعود
ووجه رئيس سلطة منطقة نواذيبو الحرة في مقابلته مع صحراء ميديا، نداءً إلى الشعب الموريتاني عموماً وسكان نواذيبو خاصة، وإلى المستثمر الوطني بصفته شريكاً في العملية التنموية.
وقال ولد الشيخ سيديا إن “على الشعب الموريتاني أن يحمد نعمة الأمن التي ينعم بها، والتي لولاها لما توفرت أي تنمية ولما تحقق ما تم إنجازه خلال السنوات الأخيرة تحت قيادة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز”.
واعتبر أن الإرادة السياسية كانت “قوية” باتخاذها قرار تنفيذ مشروع منطقة نواذيبو الحرة، مشيراً إلى أنه “سيمكن من يملك أي مستوى من الاستثمار؛ سواء كان متواضعاً أو متوسطاً أو كبيراً؛ من الحصول على مكانته، حيث سيكون قادرا على الاستثمار أو الاستفادة من بقية المستثمرين”.
ودعا المواطنين إلى التمسك بالمشروع والدفاع عنه بوصفه “قضية مصيرية بالنسبة للبلد، ومن غير المقبول بالنسبة لأي شخص وطني عدم المساهمة فيه”؛ مشدداً على أهمية “احترام المستثمرين والسياح الذين جاؤوا لصرف أموالهم داخل الأراضي الموريتانية”.
أما بالنسبة للعمالة الموريتانية فقد أكد ولد الشيخ سيديا أن عليها أن تعطي “صورة إيجابية عن نفسها”، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يجعل المستثمر الأجنبي يفضلها على العمالة الأجنبية؛ كما أنه سيكون محفزاً للمستثمر الوطني.
وخلص إلى دعوة سكان نواذيبو إلى التعامل مع الأجانب بطريقة تعطي صورة إيجابية عن مجتمع يدرك أنه في منطقة حرة؛ مشيراً إلى أن على الجميع أن يقف في وجه من يحاول مضايقة أي أجنبي وذلك بوصف الأمر قضية مصلحة عامة.
كما شدد على أهمية أن يهتم سكان نواذيبو بنظافة المدينة من أجل إعطاء صورة إيجابية عن نواذيبو بوصفها مدينة عصرية؛ قبل أن يختم بالقول: “أبشر سكان نواذيبو بكل خير، فسيكونون أول المستفيدين من المشروع، وقد بدأت هذه الاستفادة بالفعل، ولكنها ستكون أكثر في العام الحالي، وأكثر بأضعاف في السنوات المقبلة”.