<< كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع>> (حديث شريف)
انه لمن ما يؤسف له حقا أن تستخدم اداة ثمينة كالإعلام وسيلة لبث الشائعات المغرضة، ولتلفيق التهم وإثارة الشارع ضد الافراد وللضغط على القضاء لصرف العدالة عن نهج الموضوعية الذي يجب ان تسلكه.
وإن البحث المحموم عن السبق الاعلامي لا يجوز ابدا ان يقود اعلاميينا الافاضل الى حد المجازفة بمصداقيتهم والتفريط في امانتهم المقدسة، والى ان يسارعوا الى نشر كل ما سمعوه قبل ان يتحققوا من كنهه، غير مبالين بما قد يترتب على ذلك بالنسبة لهم ولغيرهم.
من امثلة ذلك ما بثه يوم السبت 08/06/2013 موقع مراسلون(mourassiloun.com) من انه في يوم الجمعة 07/06/2013 استدرج السيد م.ا.ب فتاة الى بيته وناولها مشروبا مسكرا ليبطش بها، وأنه مشهور بتوزيع الخمور في المدينة.
ويبدوا انه، مع الاسف الشديد، قد فات على مدوننا الجليل ان يتذكر انه كان عليه قبل توجيه مثل هذه التهم الخطيرة عبر الانترنت الى شخص معروف، ان يقوم مسبقا بأبسط التحريات الضرورية ليتثبت من صحة ما بثه.
ذلك ان هذا المدون الجليل لو كان كلف نفسه عناء القيام بأبسط التحريات لتأكد من صحة المعلومات التالية التي تنفي تماما ما بثه:
1. ان الفتاة المذكورة خرجت ضحى يوم الجمعة 07/06/2013 من منزل اهلها تشق المدينة، على مرأى من الجميع، صحبة اخيها متوجهين الى سوق الماشية ليبيعا تيسا من المعز كانا يقودانه، وبعد ان باعا شاتهما توجهت هي الى السوق المجاور حيث شاع انها تعرضت هنالك لوعكة صحية داخل احد المتاجر. إن هذا المشهد معروف ومتداول لدى ساكنة تجكجة، وبالتالي لم يكن هنالك أي ظرف زماني أو مكاني لما رمى به موقعنا المحترم السيد م.ا.ب.
2. لقد وفد الى منزل السيد م.ا.ب في الصباح الباكر من يوم الجمعة 07/06/2013 جمع من الناس حيث وجدوا م.ا.ب في منزله هذا وهو لا يزال نائما وأيقظوه للصلاة وظلوا معه في منزله طيلة يومهم ذاك لا يفارقونه الى ان استدعته الشرطة، وقد شهدوا بذلك امام الشرطة، الشيء الذي يؤكد الاستحالة المادية لما ذهب اليه مدوننا الكريم.
3. انه قد تواترت الشهادات لدى الشرطة على ان السيد م.ا.ب، طيلة الاسابيع التي سبقت توقيفه، قد دأب امام الملإ على رفض استقبال الاتصالات الهاتفية المتكررة الواردة من عند الفتاة المذكورة، حتى انها اصبحت تستخدم هواتف اشخاص آخرين لمحاولة الاتصال به بعد ان اغلق هواتفه امام ارقامها، مما ارغمه على ان يكرر لها بلهجة حادة ان تكف تماما عن الاتصال به. وقد الح السيد م.ا.ب على شرطة التحقيق ان تأمر مؤسسات الاتصالات باستخراج جميع مكالماته خلال الاسابيع التي سبقت توقيفه، لتتأكد من صحة ذلك.
4. إنه لم يعثر طبعا في منزل ولا في متجر السيد م.ا.ب على أي آثار لأي مادة مسكرة مما يؤكد ان ما رموه به كان ظلما محضا.
5. ان الرأي السائد في تجكجة هو أن السيد م.ا.ب شاب رشيد جاد في عمله وعلاقاته العامة، مقبل على شأنه يشكل نبوغه في مجال التجارة وزراعة النخيل مصدر اعجاب واحترام كل من يعرفه، عسى ان لا يكون ذلك هو السر في ما يكون قد دفع بالبعض الى محاولة النيل منه من خلال فبركة مهزلة لا ناقة له فيها ولا جمل.
قال تبارك وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ صدق الله العظيم