غادر وزير الخارجية السنغالي شيخ تيجان غاديو نواكشوط عائدا إلى بلاده بعد زيارة قصيرة لموريتانيا استغرقت أربع ساعات التقى خلالها مختلف الأطراف السياسية، خرج منها بتفاؤل بامكانية التوصل الى حل للازمة السياسية، مؤكدا أن قضايا مهمة ستتم مناقشتها بعد عودته المقررة مساء اليوم.
والتقى غاديو كلا من الجنرال المستقيل والمرشح محمد ولد عبد العزيز، وزعيم المعارضة الديمقراطية و رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه ورئيس حزب اتحاد قوى الديمقراطية محمد ولد مولود، الرئيس الدوري للجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية.
و أعرب الوزير غاديو عن تفاؤله بإحراز تقدم في المفاوضات إلا أنه لم يكشف عن طبيعة هذا التقدم كما لم يتحدث عن فحوى اللقاء الذي جمعه بممثلي الأطراف الاثنين.
وأكتفى الوزير السنغالي في تصريحاته عقب لقاء مشترك مع ولد داداه و ولد مولود بالقول إنه استمع لمقترحات جميع القادة مضيفا أنه سيعود إلى السنغال من اجل عرضها على الاتحاد الإفريقي لمناقشتها من أجل بلورة النقاط التي يمكن أن تسهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف. وقال :”يمكن أن أعود الليلة لنواكشوط”. مشيرا لوجود الوفد الافريقي في طرابلس. وامكانية التحاقه به في نواكشوط.
وأشاد الوزير السنغالي بالموريتانيين خصوصا السياسيين والاعلاميين من أجل المساهمة في إخراج بلدهم من أزمته بشكل يحفظ المستقبل. و تعهد بالعمل على حلحة الوضع المتأزم في موريتانيا ودعا القادة السياسيين للمساهمة في هذه الجهود.
و أعرب وزير الخارجية السنغالي شيخ تيجان غاديو عن تفاؤله بإحراز إجماع وطني يضع حدا للأزمة القائمة. وقال غاديو عقب لقاء مشاورات أجراها مع الجنرال المستقيل ولد عبد العزيز :”السنغال يعمل، الاتحاد الافريقي يعمل، و نحن متفائلون”.
غير أن زعيم المعارضة أحمد ولد داداه اختار امتنع عن الحديث حول الأزمة وما يدور في المفاوضات السياسية، واختار الحديث عن النزاعات في افريقيا وخطرها، وكون أغلبها “مفتعلة”. في حين أكدت أوساط في حزب التكتل والجبهة أن قوى المعارضة مصرة على تنظيم مسيرة احتجاجية مساء اليوم في نواكشوط.
وقد عقد الوسيط السنغالي اجتماعا دام حوالي ساعة مع زعيم المعارضة احمد ولد داداه والرئيس الدوري لجبهة الدفاع عن الديمقراطية محمد ولد مولود. في مقر حزب التكتل.
وفيما كان يتوقع أن تفضي هذه المشاورات إلى حل توافقي يقوم على تأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية. بدت آمال السياسيين، خصوصا في أطراف المعارضة ضعيفة بامكانية التوصل لحل توافقي قبل انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية.
وكان وزير الخارجية السنغالي شيخ تيجان غاديو بدأ مشاورات مع رئيس المجلس الاعلى للدولة السابق الجنرال المستقيل محمد ولد عبد العزيز بفندق آتلانتيك .
و ذكرت مصادر مطلعة ان الجنرال طلب من الوسيط السنغالي ان يلتقي به قبل الأطراف الأخرى، وسط توفعات بانه سيعلن عن مقترحات مهمة بشان الأزمة”
ودخل غاديو في مفاوضاته بعد ساعتين من وصوله لنواكشوط سعيا لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة الموريتانية من أجل إيجاد صيغة توافقية للخروج من هذه الأزمة.
وحضر إلى فندق “آتلانتيك عزة” حيث دارت المفاوضات عدد من نواب وشيوخ الأغلبية بدا أغلبهم غير مطلع على آخر تطورات المفاوضات، وما إذا كانت ستعقد جلسة ثانية للحوار.
وكان مقررا أن تستانف الأطراف الاثنين مفاوضاتهم التي بدأوها مساء الجمعة الماضية بحضور كل من وزيري الخارجية السنغالي والليبي وممثلين عن ثلاثة اطراف هي الجبهة والأغلبية الحاكمة وتكتل القوى الديمقراطية.
وسعى غاديو في زيارته السادسة لموريتانيا إلى إيجاد مخرج من الأزمة الحالية عبر اتفاق ياخذ بعين الاعتبار مطالب جميع الأطراف السياسية.
ووصل وزير الخارجية السنغالي إلى العاصمة نواكشوط صباح الاثنين لاستئناف مشاوراته مع الأطراف السياسية بهدف عقد جولة ثانية من المفاوضات بين الفرقاء في مسعى لإيجاد حل توافقي ينهي الأزمة السياسية.
وكان غاديو قد غادر موريتانيا مساء السبت الماضي بعد تمكنه من جمع الاطراف على طاولة حوار واحدة، ووصف الجلسة الاولى للحوار بانها “كانت مشجعة للغاية وفتحت آفاقا واعدة”.