نواذيبو ـ سيدي محمد ولد يونس
مرت الأيام الثلاثة الأولى للحملة الانتخابية في مدينة نواذيبو بخطى بطيئة وفي حالة ترقب شديد، فالكل يتطلع لنتائج مساعي الوسطاء الدوليين في نواكشوط..
الغالبية تتمنى سماع نبإ اتفاق الأطراف “لإنقاذ البلد من شر الانقسام، والاستفادة من الإجماع في تنظيم انتخابات تنهي الوضع القائم”، وثلة ترفض التأجيل حتى ولو كان على حساب الوساطة السينغالية المدعومة إفريقيا ودوليا، وهو ما تجلى في تسيير نساء الأغلبية لمسيرة راجلة انتهت بمهرجان خطابي أمام مبنى الولاية رفضا للتأجيل.
ورغم أن المؤتمر الصحفي الذي عقده الجنرال محمد ولد عبد العزيز، زوال الأربعاء، قد رفع قليلا من اللبس، فقد بدأت ساعة انطلاق الحملة الرئاسية في جو من الارتباك الشديد على مستوى مدينة نواذيبو، حيث كان مناصرو المرشح اسغير ولد امبارك الوحيدين الذين افتتحوا حملة مرشحهم، بينما غابت مظاهر حملة المرشح الأبرز ولد عبد العزيز بسبب ما قال مناصروه إنه التزام بمهلة الـ24 ساعة التي منحها مرشحهم لجهود الوساطة، وهو ما حذت حذوه حملتيْ المرشحيْن كان حاميدو بابا وصار إبراهيما.
بعد يوم كامل من التأجيل بدأت فعاليات انطلاق حملة ولد عبد العزيز، لكنها بدت غير منسقة وكأن كل طرف يريد القول بأنه الداعم الأساسي للجنرال في العاصمة الاقتصادية، وهو ما عزاه البعض إلى الإدارة المركزية للحملة في نواكشوط التي دعت كل الأطراف المؤيدة إلى الجنرال إلى تنظيم حملات منفصلة لتسمح بذلك لأحزاب الأغلبية والمبادرات بالعمل وفق ما تراه مناسبا، ولإضفاء جو من التنافس على حملة المرشح الأوفر حظا.
حزب الإتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم، الذي ترأسه النائب الناها بنت مكناس، نظم مهرجانه الافتتاحي تحت إشراف وزيره المقال أو المستقيل (شك الراوي) محمد ولد أحمد سالم، أمام مقر حزبه في الحنفية الثانية، حيث تعهد مناضلوه بالعمل على إنجاح مرشحهم الجنرال، مؤكدين على أنه الخيار الوحيد “من أجل بناء موريتانيا جديدة تسودها العدالة والديمقراطية، بعيدا عن الديكتاتورية والفساد”.
ورغم تأخر وصول أحمد ولد مولاي أحمد؛ المدير الجهوي لحملة الجنرال ولد عبد العزيز عن موعد انتهاء المهلة الممنوحة للوسطاء، فقد أشرف القادة المحليين لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية على إعلان انطلاق حملتهم في نواذيبو من أمام مطار المدينة، مؤكدين “أن نجاح مرشحهم هو مجرد مسألة وقت”، ومشيرين إلى “الإنجازات الكبيرة التي تحققت على يديه خلال فترة وجيزة”، واصفين ولد عبد العزيز بأنه مرشح الفقراء.
اسغير في الميدان
كما كان صاحب السبق في افتتاح حملته الجهوية منتصف ليل الخميس الماضي، حرص المرشح اسغير ولد امبارك على إحراز السبق في تنظيم أول مهرجان جماهيري لمرشح للرئاسيات القادمة في نواذيبو.
فقد ترأس مساء الجمعة مهرجانا شعبيا في حي “صاله”، ركز خلاله على أن الحملة هذه المرة تأتي في ظروف وصفها بالقاسية، لكنه طمأن على أن “البلد بخير ويعيش في أمن واستقرار”، مشيرا إلى أنه على الجميع المشاركة في انتخاب رئيس للجمهورية “حتى تكتمل المؤسسات الدستورية”.
كما تحدث ولد امبارك، بإيجاز كبير، عن أهم نقاط برنامجه الانتخابي، التي لخصها في العدالة الاجتماعية من خلال تقسيم الثروة بين المواطنين، وتصحيح المسار الديمقراطي عن طريق تمويل الأحزاب السياسية وإشراكها في الحكومة.
وعن سبب بدايته لحملته الداخلية من نواذيبو؛ قال المرشح اسغير ولد امبارك، إن المدينة هي العاصمة الاقتصادية للبلد، وهي ثاني أهم مدينة بعد العاصمة نواكشوط، وأنه يدرك حجم المشاكل التي تعانيها، وعلى رأسها مشكل الصيد، متعهدا، في حالة فوزه برئاسة الجمهورية، بتنظيم أيام تفكيرية لصالح الصيادين “بهدف تشخيص الأمراض وإيجاد الحلول”، كما تعهد بتعميم التغطية الصحية في الولاية، وحل مشكل القطع الأرضية.
سحب ترخيص
وقد شهدت الجمعة تواجدا مكثفا لقوات مكافحة الشغب في مختلف أحياء مدينة نواذيبو، وذلك بعد أن أبلغت السلطات الجهوية نشطاء الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية وحزب تكتل القوى الديمقراطية في المدينة سحبها للترخيص الذي كانت منحتهم إياه لتنظيم مسيرة مساء الجمعة في إطار النشاطات الرافضة لانتخابات 06 يونيو المقبل.
وكانت القوى المناوئة للانقلاب قد حصلت على إذن بتنظيم المسيرة قبل قرار وزارة الداخلية الأخير، والقاضي بمنع كافة أشكال التظاهر ما لم تتعلق بحملة المرشحين الأربعة للانتخابات الرئاسية المقبلة.